نصف ساعة كأنه دهر
2004-12-26
الخليج تقضي يوماً في معسكرات الاعتقال الأمريكية في كوبا (2 - 2)
نصف ساعة كأنه دهر
غضب ولا مبالاة وأجواء قاتمة بعد دخولنا عنبر المعتقلين غير المتعاونين
مصحة عقلية في المعتقل تعالج 60 مريضاً
كتبت موفدة "الخليج" إلى جوانتانامو حنان البدري:
مثل بقية الزملاء الصحافيين الأربعة الذين سمح لهم مثلي بزيارة معسكر الاعتقال في القاعدة البحرية الأمريكية في خليج جوانتانامو الواقع ضمن اراضي الجزيرة الكوبية، ذهبنا إلى قاعة تجري فيها محاكمة شاب سوري تم أسره مع والده اثناء محاولتهما العبور من جحيم الحرب الأمريكية إلى بر النجاة في باكستان، غير أني ما ان هممت بالجلوس في المكان الذي اعد للصحافيين لمتابعة وقائع المحاكمة، حتى طلب مني مسؤولو المعتقل التحول إلى غرفة اخرى، قالوا لي إنها مجهزة بشاشات تنقل ما يدور في قاعة المحكمة، وتنفس زملائي الصعداء ظناً منهم انهم سيفوزون بسبق صحافي سيفوتني، غير أني في قرارة نفسي كنت فرحة، وإن كتمت فرحي، فقد غمرني حدس داخلي بأن إدارة المعتقل وافقت على طلبي زيارة العنابر المخصصة للمعتقلين الذين تصنفهم باعتبارهم الأشد خطورة. وبعد لحظات أخطرت بأن قائد المعسكر جاهز لاصطحابي الى المعتقل الأكثر تخويفاً وتشويقاً.
ما هي إلا خطوات حتى وجدت امامي لافتة “المعسكر الثالث الفائق الاجراءات الامنية”. ودخلنا اليه، كان يصاحبني في الدخول عبر البوابات المزدوجة والمتعددة عدد من الضباط ومسؤولة الأمن و”المارينز” وكان لزاماً علينا بمن فينا قائد المعسكر إظهار الهوية.
ووجدت نفسي امام اسوار من النسيج الاخضر تخفي وراءها العنابر لئلا يتعرض احد بالاعتداء علينا، اما الضباط وقائد المعسكر فقد وضعوا على اسمائهم المكتوبة على صدورهم شريطاً قماشياً يلصق لاخفاء أسمائهم. وقبل الولوج الى البوابة الخارجية للعنبر “الأخطر” حسب التصنيف الامريكي ممن يحسبون على تنظيم “القاعدة” وحركة “طالبان” فوجئت بثلاثة اشخاص ملامحهم شرقية ادركت انهم مترجمون لما سيقوله المعتقلون عند دخولي العنبر. أفضيت بملاحظتي للجميع، فسألتني المسؤولة الامنية كيف عرفت؟ فأجبتها بالنظر الى وجوههم! ويبدو ان ملاحظتي او شيئاً آخر دفعهم للبقاء حيث كانوا ولم يصحبوني الى الداخل.
ولم ندخل العنبر من مدخله الرئيسي، حيث خيروني من أي جهة أريد ان أبقي المصور الخاص بي. ولما اخترت مقدمة العنبر، رأوا ضرورة ان أدخل من الباب الخلفي واصطحبني الكولونيل برايس جريسكو حول العنبر، حيث لاحظت على يميننا الجزء المكشوف من الزنزانات التي تعلو الارض بعدة درجات، وعليها علق المعتقلون ثيابهم ومناشفهم لتجف. وقبل أن أدلف الى الباب الخلفي، حذرني الكولونيل جريسكو من احتمال تعرضي لردود فعل عنيفة من المعتقلين، مثل إلقاء “البول” او البصق او الشتائم وغيرها. أكدت له تصميمي على تفقد هذه العنابر. وفور صعودنا الدرجات الاربع المفضية الى العنبر لاحظت حمامات “قفصية” على الجانبين هتف جنود “المارينز” معلنين دخول “القائد”، أدركت انها علامة يدركها المعتقلون أيضاً على زيارة احدهم للمكان. وبسرعة تقدمنا عنصرا مارينز ومشى خلفنا مثلهما مع بضعة ضباط.
وما ان خطوت داخل العنبر التي تصطف على جانبيه زنازين، تباينت تصرفات ووضعية المعتقلين الذين يصفونهم بالخطورة. حتى شعرت بجو خانق من القتامة يحيط بالمكان واجواء يختلط فيها الغضب بالاكتئاب واللامبالاة.
كان من الصعب تحديد اعمار هؤلاء رغم انني لاحظت ان كثيراً منهم من الشباب الذين اطلق بعضهم لحية كثة بل ان كثيراً منهم كانوا يغطون رؤوسهم بالمناشف البيضاء.
اللون البرتقالي هو لون أردية المعتقل. وكان على عكس الشائع يضفي المزيد من التوتر المشحون به المكان أصلاً. وقعت عيناي على شاب صغير الحجم تكوم على ارضية الزنزانة وقد غطى جسده النحيل بمنشفته، في وضع جنيني. كأنه يعلن رفضه استخدام سريره الحديدي المعلق على ارتفاع اربعة اقدام. معتقل آخر أدار لنا ظهره. أصوات تتردد بلغات اكثرها العربية وبلهجة خليجية. تبادر الى سمعي احدهم يبلغ الزنزانة المجاورة بوجود صحافية عربية. رد آخر: لا بل هي مترجمة.
بعض المعتقلين كانوا يتحدثون بلغة تبدو بشتونية، كما فهمت لاحقاً. كانوا يتضاحكون بشكل عصبي واضح لم يمح، رغم محاولتهم المرح، آثار ثلاثة اعوام من الأسر.
ولن أنسى ما حييت صورة رجل جاحظ العينين، مفتوح الفم بشكل هستيري، كان من الواضح حالة المرض العقلي عليه بشكل لا يدعو للشك. هل مكانه حقاً هنا؟! أيضاً وصلت الى سمعي بعض الشتائم التي لم أعرف هل كان يتبادلها أسرى الزنازين الوسطى من العرب ام كانوا يوجهونها للعسكر الذين ظهروا فجأة في العنبر. كان صوت طرقات عالية على الابواب والحوائط الحديدية القادم من آخر زنزانة شمالاً واضحاً يحيط بالصخب الدائر في ذلك العنبر. وتبينت انها طرقات معتقل فارع الطول، عربي، يغطي رأسه ولحيته بمنشفة بيضاء، بينما يضرب قدميه جيئة وذهاباً باب الزنزانة ناقلاً سخطه وغضبه عبرها بلا توقف.
غضب وانهيار معنوي وتأثر
عدد منهم كانوا يقرأون القرآن جالسين القرفصاء وأيضاً مغطين رؤوسهم بالمناشف. تتحرك رؤوسهم ذهاباً وإياباً وهم يتلون من مصحف بين أيديهم، غير عابئين بما يجري حولهم. لم يحاول أي منهم إيذائي، بل على العكس لاحظت في عيون بعضهم منهم أملاً بأن أكون فعلاً كما أبلغهم زميلهم في مقدمة العنبر ممثلة لصحيفة عربية.
بعدما خرجت لم استطع ان اتحكم في ما ظهر على وجهي من تأثر. انتظروا دقائق قبل ان يدعوني لدخول العنبر التالي. اعتذرت. دهش الامريكيون. قال لي الكولونيل جيرسكو لقد شاهدت بنفسك، وها هي بقية العنابر ادخلي أياً منها أو كلها. ابلغني انها جميعاً مفتوحة امامي. اعتذرت مجدداً، فحصيلة ما خرجت به من تفقد هذا المعتقل، وبغض النظر عمن يكون المسؤول عن وضع هؤلاء الشباب ووصولهم الى هذه الدرجة، سواء أكانوا قد اخطأوا هم في حق انفسهم أم كان هؤلاء هم الذين جنوا عليهم، فإن الموقف انسانياً كان طاغياً، ولا اعتقد بأنه كان بوسع أي انسان مهما كان انتماؤه، أو أصله أو جنسه، تحمل رؤية كمّ المرارة واليأس الذي شعرته خلال ما يقل عن نصف ساعة مرت كأنها دهر لا نهاية له.
نجاحات “النمر”
هل هي حلقات الاستجواب التي لا تنتهي ويقوم بها فريق “النمر” المكون من محققين ومترجمين ومحللين يلتفون حول كل معتقل اكثر من مرة اسبوعياً، وعلى مدى ثلاث سنوات، لاستجوابه بشتى انواع الاساليب؟ وهل فعلاً لدى هؤلاء ما يستحق من معلومات؟
لقد قرأت قبل ان آتي الى هنا تصريحات الكولونيل أنتوني كريستينو ضابط الاستخبارات العسكرية السابق لما يزيد على 20 عاما وهو يؤكد ان استجوابات المعتقلين لم تمنع أو تكشف أي هجوم ارهابي، وان الرئيس بوش ووزير دفاعه رامسفيلد بالغا في تصوير القيمة الاستخبارية التي تمثلها أقوال المعتقلين امام محققين ليست لديهم خبرة كافية وغير مستعدين، في ظل وجود مترجمين كانوا في غالب الاحيان سيئين للغاية على حد قوله. وعندما تساءلت عن كل ما تعنيه هذه التصريحات، فوجئت في جوانتانامو بكشف يوضح ما وصفوه بنجاحات الاستجواب. ويتضمن هذا الكشف عدة نجاحات حسب الوصف الامريكي تمكنوا من معرفتها عبر الاستجوابات التي قامت بها فرق “النمر” للتحقيق، ومنها:
1 هيكل الزعامة ووضع خطط العمليات وتمويل الآلية والاتصالات ووسائلها والتدريب والبرامج المختارة وتأمين أشكال السفر والبنية التحتية وخطط الهجوم لتنظيم “القاعدة”.
2 توصلوا لمعرفة خطط “القاعدة” بالنسبة للبرامج الكيماوية والبيولوجية والاشعاعية.
3 تمكنوا من جمع معلومات حول الصواريخ أرض جو وتركيب المتفجرات والتكتيكات والتدريبات التي تقوم بها “القاعدة”.
4 كشفوا كيفية استقطاب “القاعدة” للصغار من سن 16 الى 18 عاماً للقيام بأعمال ارهابية.
5 توصلوا لطرق التمويل والمنظمات التي تساند “القاعدة” وغيرها من المنظمات الارهابية.
6 توصلوا الى الطرق والاساليب اللوجستية لتوزيع المتفجرات
بنود هذه النجاحات لفرق الاستجواب، التي ترفع شعاراً تتوسطه صورة نمر كتب فوقه “النمر لا ينام قط” وكتب تحته “فريق النمر نحن نملك الليل” وكأنهم ينافسون بعض العرب المولعين بالشعارات، تبدو متناقضة مع ما جاء في تقرير منظمة “مراقبة حقوق الإنسان” في أكتوبر/تشرين الأول الماضي على لسان معتقلين بريطانيين سابقين اعترفوا “كذباً” خلال الاستجوابات في جوانتانامو بأنهم قابلوا أسامة بن لادن، ولكن في المقابل نجد كثيراً ممن أفرج عنهم لم يقدموا شكوى من سوء المعاملة أو التعذيب.
ومن المعروف أن لوائح الجيش الأمريكي تسمح باستخدام 17 أسلوب استجواب مع “أسرى الحرب”، من ضمنها استخدام الخدع لتوقيع الأسرى في الكلام، والصراخ بوجوههم.
3 مراحل
اللافت أنني حين حملت ملاحظات حول مشاهداتي لأحوال المعتقلين إلى أحد الخبراء العسكريين المتقاعدين، أيد تقسيم أحوال المعتقلين في جوانتانامو إلى ثلاث مراحل:
الأولى: مرحلة وصولهم إلى معسكر “اكس راي” غير المجهز، وهي المرحلة التي يعتقد باستخدام أقسى درجات القسوة فيها مع المعتقلين بدافع مشاعر الغضب الأمريكية التي كانت لا تزال ملتهبة من جراء أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، حيث كان المعتقلون أشبه “بالحيوانات المحبوسة” في زنزانات دون مترجمين أو محللين وهي المرحلة التي يمكن وصفها ب “مرحلة الفوضى”.
المرحلة الثانية: المعروفة ب “مرحلة ميللر” وفيها جاء الجنرال ميللر في إطار محاولة لتقنين الأوضاع ووضع نظم وأسس مقبولة أمريكياً لكنها مرفوضة دولياً. وقد وضعت خصيصاً للتعامل مع معتقلي جوانتانامو، وبالتالي لمرحلة عقود الحرب على الإرهاب.
المرحلة الثالثة: وهي مرحلة التنظيف والتنظيم، وقد جاء التركيز عليها في أعقاب الكشف عن فضيحة سجن أبوغريب في العراق، حيث تم تجديد إدارة جوانتانامو التي تميزت بالمرونة في التعامل وبدأت تنفتح أكثر على الإعلام، لا سيما بعد تنظيف المكان من أي أعمال أو انتهاكات كانت تمارس على المعتقلين.
ويبدو أن المرحلة الثالثة وإن كانت قد ألقت بظلالها بقوة على أحوال معسكرات الاعتقال المتوسطة الإجراءات الأمنية، أي المعتقلات التي تضم أصحاب “الزي الأبيض”، إلا أنها حتى الآن لم تنجح في محو ما لحق بالمعتقلين الذين يوضعون في المعسكرات الفائقة التدابير الأمنية، الذين عاشوا ما يقارب الثلاث سنوات في ظروف كشف بعض ممن أفرج عنهم عن أساليبها، لا سيما في الأشهر الثلاثة الأولى قبل افتتاح معسكرات الاعتقال الجديدة في فبراير/شباط 2002.
وهي الظروف التي لا بد أنها ساهمت في حدوث حالات الانتحار التي كانت متكررة في أشهر بعينها، في إشارة إلى الضغوط التي يتعرض لها المعتقلون، وكل من حاول الانتحار سواء شنقاً أو بالإضراب عن الطعام، والطريقة الأخيرة هي الأكثر شيوعاً، تم إنقاذه حسبما قال الكابتن ادموندسون الطبيب المسؤول عن مستشفى المعسكر الذي يسع الآن 24 سريراً، وينوون توسعته ليضم 116 سريراً، في إطار إنشاء مستشفى كامل. والواقع أن المستشفى الذي زرته كانت فيه كل الأجهزة المطلوبة وغرفة عمليات متطورة فيها أجهزة أشعة وملحق بها معمل للتحليل. وبالطبع لاحظت أن كل الأسرة الجراحية سواء في غرفة العمليات أو حتى غرفة علاج الأسنان مزودة بأحزمة لتقييد المعتقل أثناء العلاج، أو إجراء العملية، ولا سيما قبيل وضعه تحت المخدر الكامل. وقد أجريت هناك عشرات العمليات للمعتقلين، منها القلب واستئصال سرطان والفتق وغيرها.
مصحة عقلية في المعتقل تعالج 60 مريضاً
كتبت موفدة "الخليج" إلى جوانتانامو حنان البدري:
مثل بقية الزملاء الصحافيين الأربعة الذين سمح لهم مثلي بزيارة معسكر الاعتقال في القاعدة البحرية الأمريكية في خليج جوانتانامو الواقع ضمن اراضي الجزيرة الكوبية، ذهبنا إلى قاعة تجري فيها محاكمة شاب سوري تم أسره مع والده اثناء محاولتهما العبور من جحيم الحرب الأمريكية إلى بر النجاة في باكستان، غير أني ما ان هممت بالجلوس في المكان الذي اعد للصحافيين لمتابعة وقائع المحاكمة، حتى طلب مني مسؤولو المعتقل التحول إلى غرفة اخرى، قالوا لي إنها مجهزة بشاشات تنقل ما يدور في قاعة المحكمة، وتنفس زملائي الصعداء ظناً منهم انهم سيفوزون بسبق صحافي سيفوتني، غير أني في قرارة نفسي كنت فرحة، وإن كتمت فرحي، فقد غمرني حدس داخلي بأن إدارة المعتقل وافقت على طلبي زيارة العنابر المخصصة للمعتقلين الذين تصنفهم باعتبارهم الأشد خطورة. وبعد لحظات أخطرت بأن قائد المعسكر جاهز لاصطحابي الى المعتقل الأكثر تخويفاً وتشويقاً.
ما هي إلا خطوات حتى وجدت امامي لافتة “المعسكر الثالث الفائق الاجراءات الامنية”. ودخلنا اليه، كان يصاحبني في الدخول عبر البوابات المزدوجة والمتعددة عدد من الضباط ومسؤولة الأمن و”المارينز” وكان لزاماً علينا بمن فينا قائد المعسكر إظهار الهوية.
ووجدت نفسي امام اسوار من النسيج الاخضر تخفي وراءها العنابر لئلا يتعرض احد بالاعتداء علينا، اما الضباط وقائد المعسكر فقد وضعوا على اسمائهم المكتوبة على صدورهم شريطاً قماشياً يلصق لاخفاء أسمائهم. وقبل الولوج الى البوابة الخارجية للعنبر “الأخطر” حسب التصنيف الامريكي ممن يحسبون على تنظيم “القاعدة” وحركة “طالبان” فوجئت بثلاثة اشخاص ملامحهم شرقية ادركت انهم مترجمون لما سيقوله المعتقلون عند دخولي العنبر. أفضيت بملاحظتي للجميع، فسألتني المسؤولة الامنية كيف عرفت؟ فأجبتها بالنظر الى وجوههم! ويبدو ان ملاحظتي او شيئاً آخر دفعهم للبقاء حيث كانوا ولم يصحبوني الى الداخل.
ولم ندخل العنبر من مدخله الرئيسي، حيث خيروني من أي جهة أريد ان أبقي المصور الخاص بي. ولما اخترت مقدمة العنبر، رأوا ضرورة ان أدخل من الباب الخلفي واصطحبني الكولونيل برايس جريسكو حول العنبر، حيث لاحظت على يميننا الجزء المكشوف من الزنزانات التي تعلو الارض بعدة درجات، وعليها علق المعتقلون ثيابهم ومناشفهم لتجف. وقبل أن أدلف الى الباب الخلفي، حذرني الكولونيل جريسكو من احتمال تعرضي لردود فعل عنيفة من المعتقلين، مثل إلقاء “البول” او البصق او الشتائم وغيرها. أكدت له تصميمي على تفقد هذه العنابر. وفور صعودنا الدرجات الاربع المفضية الى العنبر لاحظت حمامات “قفصية” على الجانبين هتف جنود “المارينز” معلنين دخول “القائد”، أدركت انها علامة يدركها المعتقلون أيضاً على زيارة احدهم للمكان. وبسرعة تقدمنا عنصرا مارينز ومشى خلفنا مثلهما مع بضعة ضباط.
وما ان خطوت داخل العنبر التي تصطف على جانبيه زنازين، تباينت تصرفات ووضعية المعتقلين الذين يصفونهم بالخطورة. حتى شعرت بجو خانق من القتامة يحيط بالمكان واجواء يختلط فيها الغضب بالاكتئاب واللامبالاة.
كان من الصعب تحديد اعمار هؤلاء رغم انني لاحظت ان كثيراً منهم من الشباب الذين اطلق بعضهم لحية كثة بل ان كثيراً منهم كانوا يغطون رؤوسهم بالمناشف البيضاء.
اللون البرتقالي هو لون أردية المعتقل. وكان على عكس الشائع يضفي المزيد من التوتر المشحون به المكان أصلاً. وقعت عيناي على شاب صغير الحجم تكوم على ارضية الزنزانة وقد غطى جسده النحيل بمنشفته، في وضع جنيني. كأنه يعلن رفضه استخدام سريره الحديدي المعلق على ارتفاع اربعة اقدام. معتقل آخر أدار لنا ظهره. أصوات تتردد بلغات اكثرها العربية وبلهجة خليجية. تبادر الى سمعي احدهم يبلغ الزنزانة المجاورة بوجود صحافية عربية. رد آخر: لا بل هي مترجمة.
بعض المعتقلين كانوا يتحدثون بلغة تبدو بشتونية، كما فهمت لاحقاً. كانوا يتضاحكون بشكل عصبي واضح لم يمح، رغم محاولتهم المرح، آثار ثلاثة اعوام من الأسر.
ولن أنسى ما حييت صورة رجل جاحظ العينين، مفتوح الفم بشكل هستيري، كان من الواضح حالة المرض العقلي عليه بشكل لا يدعو للشك. هل مكانه حقاً هنا؟! أيضاً وصلت الى سمعي بعض الشتائم التي لم أعرف هل كان يتبادلها أسرى الزنازين الوسطى من العرب ام كانوا يوجهونها للعسكر الذين ظهروا فجأة في العنبر. كان صوت طرقات عالية على الابواب والحوائط الحديدية القادم من آخر زنزانة شمالاً واضحاً يحيط بالصخب الدائر في ذلك العنبر. وتبينت انها طرقات معتقل فارع الطول، عربي، يغطي رأسه ولحيته بمنشفة بيضاء، بينما يضرب قدميه جيئة وذهاباً باب الزنزانة ناقلاً سخطه وغضبه عبرها بلا توقف.
غضب وانهيار معنوي وتأثر
عدد منهم كانوا يقرأون القرآن جالسين القرفصاء وأيضاً مغطين رؤوسهم بالمناشف. تتحرك رؤوسهم ذهاباً وإياباً وهم يتلون من مصحف بين أيديهم، غير عابئين بما يجري حولهم. لم يحاول أي منهم إيذائي، بل على العكس لاحظت في عيون بعضهم منهم أملاً بأن أكون فعلاً كما أبلغهم زميلهم في مقدمة العنبر ممثلة لصحيفة عربية.
بعدما خرجت لم استطع ان اتحكم في ما ظهر على وجهي من تأثر. انتظروا دقائق قبل ان يدعوني لدخول العنبر التالي. اعتذرت. دهش الامريكيون. قال لي الكولونيل جيرسكو لقد شاهدت بنفسك، وها هي بقية العنابر ادخلي أياً منها أو كلها. ابلغني انها جميعاً مفتوحة امامي. اعتذرت مجدداً، فحصيلة ما خرجت به من تفقد هذا المعتقل، وبغض النظر عمن يكون المسؤول عن وضع هؤلاء الشباب ووصولهم الى هذه الدرجة، سواء أكانوا قد اخطأوا هم في حق انفسهم أم كان هؤلاء هم الذين جنوا عليهم، فإن الموقف انسانياً كان طاغياً، ولا اعتقد بأنه كان بوسع أي انسان مهما كان انتماؤه، أو أصله أو جنسه، تحمل رؤية كمّ المرارة واليأس الذي شعرته خلال ما يقل عن نصف ساعة مرت كأنها دهر لا نهاية له.
نجاحات “النمر”
هل هي حلقات الاستجواب التي لا تنتهي ويقوم بها فريق “النمر” المكون من محققين ومترجمين ومحللين يلتفون حول كل معتقل اكثر من مرة اسبوعياً، وعلى مدى ثلاث سنوات، لاستجوابه بشتى انواع الاساليب؟ وهل فعلاً لدى هؤلاء ما يستحق من معلومات؟
لقد قرأت قبل ان آتي الى هنا تصريحات الكولونيل أنتوني كريستينو ضابط الاستخبارات العسكرية السابق لما يزيد على 20 عاما وهو يؤكد ان استجوابات المعتقلين لم تمنع أو تكشف أي هجوم ارهابي، وان الرئيس بوش ووزير دفاعه رامسفيلد بالغا في تصوير القيمة الاستخبارية التي تمثلها أقوال المعتقلين امام محققين ليست لديهم خبرة كافية وغير مستعدين، في ظل وجود مترجمين كانوا في غالب الاحيان سيئين للغاية على حد قوله. وعندما تساءلت عن كل ما تعنيه هذه التصريحات، فوجئت في جوانتانامو بكشف يوضح ما وصفوه بنجاحات الاستجواب. ويتضمن هذا الكشف عدة نجاحات حسب الوصف الامريكي تمكنوا من معرفتها عبر الاستجوابات التي قامت بها فرق “النمر” للتحقيق، ومنها:
1 هيكل الزعامة ووضع خطط العمليات وتمويل الآلية والاتصالات ووسائلها والتدريب والبرامج المختارة وتأمين أشكال السفر والبنية التحتية وخطط الهجوم لتنظيم “القاعدة”.
2 توصلوا لمعرفة خطط “القاعدة” بالنسبة للبرامج الكيماوية والبيولوجية والاشعاعية.
3 تمكنوا من جمع معلومات حول الصواريخ أرض جو وتركيب المتفجرات والتكتيكات والتدريبات التي تقوم بها “القاعدة”.
4 كشفوا كيفية استقطاب “القاعدة” للصغار من سن 16 الى 18 عاماً للقيام بأعمال ارهابية.
5 توصلوا لطرق التمويل والمنظمات التي تساند “القاعدة” وغيرها من المنظمات الارهابية.
6 توصلوا الى الطرق والاساليب اللوجستية لتوزيع المتفجرات
بنود هذه النجاحات لفرق الاستجواب، التي ترفع شعاراً تتوسطه صورة نمر كتب فوقه “النمر لا ينام قط” وكتب تحته “فريق النمر نحن نملك الليل” وكأنهم ينافسون بعض العرب المولعين بالشعارات، تبدو متناقضة مع ما جاء في تقرير منظمة “مراقبة حقوق الإنسان” في أكتوبر/تشرين الأول الماضي على لسان معتقلين بريطانيين سابقين اعترفوا “كذباً” خلال الاستجوابات في جوانتانامو بأنهم قابلوا أسامة بن لادن، ولكن في المقابل نجد كثيراً ممن أفرج عنهم لم يقدموا شكوى من سوء المعاملة أو التعذيب.
ومن المعروف أن لوائح الجيش الأمريكي تسمح باستخدام 17 أسلوب استجواب مع “أسرى الحرب”، من ضمنها استخدام الخدع لتوقيع الأسرى في الكلام، والصراخ بوجوههم.
3 مراحل
اللافت أنني حين حملت ملاحظات حول مشاهداتي لأحوال المعتقلين إلى أحد الخبراء العسكريين المتقاعدين، أيد تقسيم أحوال المعتقلين في جوانتانامو إلى ثلاث مراحل:
الأولى: مرحلة وصولهم إلى معسكر “اكس راي” غير المجهز، وهي المرحلة التي يعتقد باستخدام أقسى درجات القسوة فيها مع المعتقلين بدافع مشاعر الغضب الأمريكية التي كانت لا تزال ملتهبة من جراء أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، حيث كان المعتقلون أشبه “بالحيوانات المحبوسة” في زنزانات دون مترجمين أو محللين وهي المرحلة التي يمكن وصفها ب “مرحلة الفوضى”.
المرحلة الثانية: المعروفة ب “مرحلة ميللر” وفيها جاء الجنرال ميللر في إطار محاولة لتقنين الأوضاع ووضع نظم وأسس مقبولة أمريكياً لكنها مرفوضة دولياً. وقد وضعت خصيصاً للتعامل مع معتقلي جوانتانامو، وبالتالي لمرحلة عقود الحرب على الإرهاب.
المرحلة الثالثة: وهي مرحلة التنظيف والتنظيم، وقد جاء التركيز عليها في أعقاب الكشف عن فضيحة سجن أبوغريب في العراق، حيث تم تجديد إدارة جوانتانامو التي تميزت بالمرونة في التعامل وبدأت تنفتح أكثر على الإعلام، لا سيما بعد تنظيف المكان من أي أعمال أو انتهاكات كانت تمارس على المعتقلين.
ويبدو أن المرحلة الثالثة وإن كانت قد ألقت بظلالها بقوة على أحوال معسكرات الاعتقال المتوسطة الإجراءات الأمنية، أي المعتقلات التي تضم أصحاب “الزي الأبيض”، إلا أنها حتى الآن لم تنجح في محو ما لحق بالمعتقلين الذين يوضعون في المعسكرات الفائقة التدابير الأمنية، الذين عاشوا ما يقارب الثلاث سنوات في ظروف كشف بعض ممن أفرج عنهم عن أساليبها، لا سيما في الأشهر الثلاثة الأولى قبل افتتاح معسكرات الاعتقال الجديدة في فبراير/شباط 2002.
وهي الظروف التي لا بد أنها ساهمت في حدوث حالات الانتحار التي كانت متكررة في أشهر بعينها، في إشارة إلى الضغوط التي يتعرض لها المعتقلون، وكل من حاول الانتحار سواء شنقاً أو بالإضراب عن الطعام، والطريقة الأخيرة هي الأكثر شيوعاً، تم إنقاذه حسبما قال الكابتن ادموندسون الطبيب المسؤول عن مستشفى المعسكر الذي يسع الآن 24 سريراً، وينوون توسعته ليضم 116 سريراً، في إطار إنشاء مستشفى كامل. والواقع أن المستشفى الذي زرته كانت فيه كل الأجهزة المطلوبة وغرفة عمليات متطورة فيها أجهزة أشعة وملحق بها معمل للتحليل. وبالطبع لاحظت أن كل الأسرة الجراحية سواء في غرفة العمليات أو حتى غرفة علاج الأسنان مزودة بأحزمة لتقييد المعتقل أثناء العلاج، أو إجراء العملية، ولا سيما قبيل وضعه تحت المخدر الكامل. وقد أجريت هناك عشرات العمليات للمعتقلين، منها القلب واستئصال سرطان والفتق وغيرها.
تصنيف أمراض معتقلي جوانتانامو
أما بالنسبة لمن حاولوا الانتحار، فقد نفى الكابتن ادموندسون وجود حالة وفاة بينهم. كما نفى معرفته بأمر ما يقال عن قيام القوات الأمريكية في أفغانستان باعتقال مرضى (95 مريضاً) في مستشفى الأمراض العقلية، ونقلهم إلى جوانتانامو، لكنه اعترف في الوقت ذاته بوجود نسبة من حالات الأمراض النفسية والعقلية تصل إلى 8% على حد قوله من مجموع المعتقلين، مضيفاً انه ليس بالضرورة ان تكون ظروف الاعتقال قد دفعتهم للإقدام على الانتحار أو الحافة على حد تعبيره. لكنني علمت لاحقاً أن السجلات الرسمية في جوانتانامو سجلت 15% إصابات بأمراض نفسية وعقلية ذكر أنهم وصلوا إلى جوانتانامو وهم يعانون منها.
اختلال عقلي
كما علمت أيضاً أنه توجد مصحة عقلية من المعتقلات تعالج ما يصل إلى 60 مريضاً تم تصنيفهم إلى درجات عدة من حيث نسبة الاختلال العقلي والنفسي وهم كالتالي:
6 معتقلين يعانون مرضاً من الدرجة الخامسة.
16 معتقلاً مرضى من الدرجة الرابعة.
30 معتقلاً مرضى من الدرجة الثالثة.
8 معتقلين مرضى من الدرجة الثانية.
وأكدت لنا مصادر أن من بين نسبة ال 15% من إجمالي المعتقلين الذين وصلوا إلى جوانتانامو وهم مصابون بأمراض عقلية فإنه حالياً يوجد 10% يخضعون للعلاج، وأن المصحة العقلية عبارة عن زنازين أوسع نسبياً من الزنازين العادية بها مرحاض أرضي، وبجواره حوض مزود بصنبور وكلاهما من “الستانلستيل”، ووضع سرير غير مرتفع عليه حاشية جلدية. وهذه الغرف صنعت حوائطها، وبها شباك عريض، من مواد ملساء، وزودت بكاميرات مراقبة لمتابعة المعتقلين عبر دائرة تلفزيونية.
انتحار
وقد حصلنا على كشف يوضح نسب وحالات الانتحار على مدى عام كامل في معسكرات الاعتقال بجوانتانامو وذلك على النحو الآتي:
مارس/ آذار 2003 خمس حالات انتحار، أبريل/نيسان 2003 حالة واحدة، مايو/أيار 2003 حالتان، يونيو/حزيران 2003 حالة واحدة، يوليو/تموز ،2003 حالة واحدة، أغسطس/آب 2003 3 حالات، سبتمبر/أيلول ،2003 لا يوجد، أكتوبر/تشرين الأول 2003 لا يوجد، نوفمبر/تشرين الثاني ،2003 لا يوجد، ديسمبر/كانون الأول حالة واحدة، يناير/كانون الثاني 2004 لا يوجد، فبراير/شباط 2004 لا يوجد.
وحسب حديثي مع عدد من المعنيين في جوانتانامو، فإن حالات الإقدام على الانتحار شهدت تراجعاً منذ أغسطس/آب، وكانت آخرها في أوائل هذا العام على عكس العام الماضي كما يظهر البيان السابق.
ويبدو أن إحلال وتجديد قيادات جوانتانامو بشخصيات لها خبرتها، لا سيما بمنطقة الشرق الأوسط كان لهما أثرهما. كما لاحظت أن قيادة المعسكر سبق لها وخدمت في مجال الشرطة العسكرية في مناطق مثل كوسوفو وغيرها.
أيضاً اكتشفت لدى سؤال كل من أقابله سواء أكان مسؤولاً أم ضابطاً أم جندياً أن أغلبهم بدأ الخدمة في جوانتانامو قبل أشهر فقط.
ومع هذا فإن التطور الذي تشهده معتقلات جوانتانامو لا يعني سوى استمرار الضغوط النفسية والعصبية على المعتقلين، ولا سيما معتقلي “الرداء البرتقالي” الذين يعيشون في عزلة لدى نقلهم إلى معتقل الحبس الانفرادي التام المعروف بمعتقل “5”. جميعهم تقريباً يقسمون إنهم تم “بيعهم” للأمريكيين لمجرد أنهم عرب. ويتمسك كثيرون منهم بأنهم كانوا قد تطوعوا إثر اندلاع حرب أفغانستان في حملات الإغاثة الاسلامية للاجئين. وتحمل قصصهم ظروفاً وتفاصيل صعبة عن كيفية مطاردة الباكستانيين وبعض الأفغان لهم لمجرد أنهم عرب ليتسلموا المقابل المالي الكبير الذي رصده الأمريكيون مقابل كل رأس رغم أن هذه “الرؤوس” ليست لها أي علاقة بحركة “طالبان” ولا “القاعدة”.
وأكدت مصادر ل “الخليج” قرب الافراج عن أحد المعتقلين الكويتيين وربما اطلاق اثنين او ثلاثة من المعتقلين الكويتيين في غضون الأسابيع القليلة المقبلة. وأكدت أيضاً وجود مفاوضات لنقلهم عبر فرنسا باعتبار ان الطائرة التي اتفق على ان ترسلها الكويت لن تستطيع الهبوط في الولايات المتحدة او في غيرها من البلدان وهي تحمل معتقلين أفرج عنهم!
محامو الكويتيين يستعدون لملاقاتهم
وبدوري اتصلت بالمكتب القانوني شيرمان الذي يتولى قضايا ال 12 معتقلاً الكويتيين، فأكد لي المحامي توماس ويلنر الذي يقود فريقاً من المحامين للافراج عن هؤلاء ان الحكومة الأمريكية سمحت لهم أخيراً بالاجتماع مع موكليهم في جوانتانامو. وقال انه سيوفد محاميين الى جوانتانامو في 26 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، ثم يلحقهما فريق آخر في التاسع من الشهر المقبل. وذكر ويلنر ل “الخليج” انهم سيتمكنون من الاجتماع مع كل المعتقلين، وهي حسب قوله معلومات سرية لن يكون بامكانهم الافصاح عن محتواها للصحافيين.
ويبدو ان هذا الانفراج الأمريكي قد جاء بناء على حكم فيدرالي أصدرته قاضية مؤخراً يقضي بوجوب السماح لمعتقلي جوانتانامو بالاجتماع على انفراد مع محاميهم، لكنها في الوقت ذاته رفضت طلب المحامين تسجيل او تصوير هذه اللقاءات. ومع هذا فلا يمكن التنبؤ بما إذا كانت إدارة المعتقل الجديدة ستغير أيضاً من أساليبها القديمة التي كانت تحظر الحديث بين المعتقل وآخرين عن أسلوب وشكل معاملته طوال فترة اعتقاله.
الغريب وحسب مصادرنا انه ووفق قرار المحكمة الدستورية العليا في يونيو/ حزيران الماضي بحق المعتقلين في رفع قضايا أمام المحاكم الفيدرالية قيام إدارة المعتقلات بإرسال خطاب الى كل معتقل تبلغه فيه بحقه في رفع دعوى قضائية امام المحاكم الفيدرالية الأمريكية، وهي الخطابات التي خلت من بقية ما جاء بالحكم، وهو الشق الذي يؤكد حق المعتقل في الحصول على محام على حساب الحكومة الأمريكية.
وعلى كل، فإن تحسين أوضاع المعتقلين مهما بلغ فلن يكون بديلاً عن تحديد وضعهم القانوني ومواجهتهم بالتهم المنسوبة اليهم وهي أمور لن تستطيع واشنطن التهرب منها طويلاً، فلا يعقل ان يستمر اعتقال أشخاص مباحاً حتى لو استمروا في ترحيل عدد منهم الى بلدانهم الأصلية بالاتفاق مع هذه البلدان كي يستمر اعتقالهم أو محاكمتهم أو حتى الافراج عنهم كل حسب وضعه. وعلى حد علمي فإن نسبة كبيرة من المعتقلين طلبت عدم ترحيلها الى بلدانها الأصلية خشية مصير أسوأ من ذلك الذي يعايشونه في جوانتانامو.
اعتراف ضمني ب “أسرى حرب”
سألت الجنرال لوسنيتي عن ذلك فأكد ان الولايات المتحدة سمحت بالافراج عن معتقلين قبل انتهاء الحرب على الارهاب، وهي -على حد قوله- “حرب مستمرة”، فيما جرى العرف على الافراج عن أسرى الحرب بعد انتهاء الحرب، ويحمل هذا التصريح اعترافاً ضمنياً بأنهم “أسرى حرب”، رغم عدم اعتقالهم وهم يرتدون زياً قتالياً ولم يكونوا يحملون سلاحاً. وسارع الجنرال لوسنيتي بتوضيح آخر، وهو تعريفه للمعتقلين على أساس انهم إما “أعداء مقاتلون” أو العكس، وهو ما تثبته -على حد قوله- لجان “المراجعة”، ثم جلسات المحاكمات العسكرية التي لم يعترف بها كسلطة قضائية من جانب القضاء الأمريكي، مما اضطرهم للاستئناف وبالتحديد في قضية اليمني سائق سيارة ابن لادن.
هذه الصورة سببت تصاعداً في رأي عام مضاد لاحتجاز معتقلين من دون مبرر قضائي مكتوب، كونه يمثل سابقة قانونية دولية خطيرة تمنح أنظمة سياسية دولية أخرى الفرصة لانتهاج المسلك الأمريكي من دون مراعاة القانون والأعراف والمواثيق الدولية، ومنها اتفاقية جنيف التي توصل اليها المجتمع الدولي بعد عقود من كفاح منظمات حقوق الانسان وقادة شعبيين وحركات نادت بالديمقراطية بتشجيع الولايات المتحدة وهو الأمر الكفيل بإعادة العالم كله الى الوراء لعقود، ان لم يكن لقرون.
وشاهدنا جانباً من عملية الاستجواب من غرفة عمليات متصلة بدوائر تلفزيونية، حيث يعكف خبراء استخباريون على متابعتها. لم يسمح لنا بسماع الصوت، بل برؤية صورة الاستجواب، وتمارس فيها كل الأساليب. وبالمناسبة فهناك معسكر آخر لم ندخله، وهو معسكر “إيكو”. ويقول مسؤولو جوانتانامو انه خصص لكي يلتقي المساعدون العسكريون الذين يخصصون لمساعدة المعتقل من دون ان يكون له حق أخذ النصيحة القانونية منهم! ولكن تسربت أخيراً الأنباء التي تحدثت عن وجود معتقل آخر داخل هذا المكان يدار بوساطة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي.آي.ايه) للتحقيق مع معتقلين أوقفوا في أنحاء متفرقة من العالم!
عموماً، فإن عملية جمع المعلومات والاستجوابات تتلخص في عبارة “دائرة مفرغة” لا نهاية لها، تبدأ، تنتهي من حيث بدأت، كالتالي:
دورة الاستجواب
1- إجراء الاستجواب.
2- استخلاص معلومات استخبارية من الاستجواب.
3- نشر وتوزيع هذه المعلومات على مختلف الأجهزة.
4- استخدام هذه المعلومات بوساطة الأجهزة المعنية.
5- تقويم لهذه المعلومات مبدئياً.
6- وضع المعلومات في قواعد بيانات على الحاسب الالكتروني.
7- مراجعة خطط الاستجواب والبدء في عملية استجواب جديدة يتم عرضها على الأجهزة المختلفة.
8- تحديث خطط الاستجواب.
9- العودة من جديد الى الخطوة الأولى (إعادة إجراء الاستجواب).
وتفاخر هيئة القوات المشتركة بكونها الأفضل في مهمات الحصول على معلومات استخبارية جوهرية للعمليات ومعلومات استخدمت في عمليات الحرب على الارهاب. كما انهم يقومون بتطوير جيل من المحققين والمحللين. وان لديهم مركزاً متفوقاً وذلك من خلال توفير ميزانية كافية لإنجاح مهمتهم، وتشمل أيضاً تكوين وتشغيل اللجان العسكرية.
زيادة حجم سجن جوانتانامو
وتجدر الاشارة الى التوسعات الضخمة وعمليات البناء التي تمت في وقت قياسي، وفي أشهر معدودة، إضافة لعمليات توسعة أخرى لزيادة حجم معسكرات الاعتقال في جوانتانامو لدرجة انها أصبحت تسع الآن ما يصل الى 1200 معتقل.
ويوجد الآن في جوانتانامو 550 معتقلاً، ينتمون ل 42 دولة، ويتحدثون 17 لغة. وتقوم بمعظم أعمال الإنشاء والإمداد وغيرها كما ذكر لي رئيس القاعدة البحرية الكابتن ماكوي شركات متعاقدة. أما الشركات المتعاقدة في مجال توفير المترجمين للمشاركة في التحقيق، فمنها شركة “تاتين” التي سبق ان أرسلت مترجمين شاركوا في عمليات التعذيب في معتقلات أبوغريب بالعراق طبقاً للمحامين الذين رفعوا قضايا ضدها في الولايات المتحدة.
وبالنسبة لعمال الإنشاء والبناء، فمعظمهم جاءوا من جامايكا والفلبين بعقود خاصة أبرمتها إدارة قاعدة جوانتانامو مع حكوماتهم. وقد تضاعف عدد الموجودين على القاعدة أربع مرات منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ ايلول من حوالي 2500 الى أكثر من 9500 شخص.
وبعد الاستجواب تأتي مرحلة المراجعة التي تقوم بها لجنة للمراجعة السنوية تراجع كل حالة للتوصية إما باستمرار الاعتقال الى حين إجراء مراجعة ثانية في العام التالي، أو تحويل المعتقل الى المجالس العسكرية لتحديد
أما بالنسبة لمن حاولوا الانتحار، فقد نفى الكابتن ادموندسون وجود حالة وفاة بينهم. كما نفى معرفته بأمر ما يقال عن قيام القوات الأمريكية في أفغانستان باعتقال مرضى (95 مريضاً) في مستشفى الأمراض العقلية، ونقلهم إلى جوانتانامو، لكنه اعترف في الوقت ذاته بوجود نسبة من حالات الأمراض النفسية والعقلية تصل إلى 8% على حد قوله من مجموع المعتقلين، مضيفاً انه ليس بالضرورة ان تكون ظروف الاعتقال قد دفعتهم للإقدام على الانتحار أو الحافة على حد تعبيره. لكنني علمت لاحقاً أن السجلات الرسمية في جوانتانامو سجلت 15% إصابات بأمراض نفسية وعقلية ذكر أنهم وصلوا إلى جوانتانامو وهم يعانون منها.
اختلال عقلي
كما علمت أيضاً أنه توجد مصحة عقلية من المعتقلات تعالج ما يصل إلى 60 مريضاً تم تصنيفهم إلى درجات عدة من حيث نسبة الاختلال العقلي والنفسي وهم كالتالي:
6 معتقلين يعانون مرضاً من الدرجة الخامسة.
16 معتقلاً مرضى من الدرجة الرابعة.
30 معتقلاً مرضى من الدرجة الثالثة.
8 معتقلين مرضى من الدرجة الثانية.
وأكدت لنا مصادر أن من بين نسبة ال 15% من إجمالي المعتقلين الذين وصلوا إلى جوانتانامو وهم مصابون بأمراض عقلية فإنه حالياً يوجد 10% يخضعون للعلاج، وأن المصحة العقلية عبارة عن زنازين أوسع نسبياً من الزنازين العادية بها مرحاض أرضي، وبجواره حوض مزود بصنبور وكلاهما من “الستانلستيل”، ووضع سرير غير مرتفع عليه حاشية جلدية. وهذه الغرف صنعت حوائطها، وبها شباك عريض، من مواد ملساء، وزودت بكاميرات مراقبة لمتابعة المعتقلين عبر دائرة تلفزيونية.
انتحار
وقد حصلنا على كشف يوضح نسب وحالات الانتحار على مدى عام كامل في معسكرات الاعتقال بجوانتانامو وذلك على النحو الآتي:
مارس/ آذار 2003 خمس حالات انتحار، أبريل/نيسان 2003 حالة واحدة، مايو/أيار 2003 حالتان، يونيو/حزيران 2003 حالة واحدة، يوليو/تموز ،2003 حالة واحدة، أغسطس/آب 2003 3 حالات، سبتمبر/أيلول ،2003 لا يوجد، أكتوبر/تشرين الأول 2003 لا يوجد، نوفمبر/تشرين الثاني ،2003 لا يوجد، ديسمبر/كانون الأول حالة واحدة، يناير/كانون الثاني 2004 لا يوجد، فبراير/شباط 2004 لا يوجد.
وحسب حديثي مع عدد من المعنيين في جوانتانامو، فإن حالات الإقدام على الانتحار شهدت تراجعاً منذ أغسطس/آب، وكانت آخرها في أوائل هذا العام على عكس العام الماضي كما يظهر البيان السابق.
ويبدو أن إحلال وتجديد قيادات جوانتانامو بشخصيات لها خبرتها، لا سيما بمنطقة الشرق الأوسط كان لهما أثرهما. كما لاحظت أن قيادة المعسكر سبق لها وخدمت في مجال الشرطة العسكرية في مناطق مثل كوسوفو وغيرها.
أيضاً اكتشفت لدى سؤال كل من أقابله سواء أكان مسؤولاً أم ضابطاً أم جندياً أن أغلبهم بدأ الخدمة في جوانتانامو قبل أشهر فقط.
ومع هذا فإن التطور الذي تشهده معتقلات جوانتانامو لا يعني سوى استمرار الضغوط النفسية والعصبية على المعتقلين، ولا سيما معتقلي “الرداء البرتقالي” الذين يعيشون في عزلة لدى نقلهم إلى معتقل الحبس الانفرادي التام المعروف بمعتقل “5”. جميعهم تقريباً يقسمون إنهم تم “بيعهم” للأمريكيين لمجرد أنهم عرب. ويتمسك كثيرون منهم بأنهم كانوا قد تطوعوا إثر اندلاع حرب أفغانستان في حملات الإغاثة الاسلامية للاجئين. وتحمل قصصهم ظروفاً وتفاصيل صعبة عن كيفية مطاردة الباكستانيين وبعض الأفغان لهم لمجرد أنهم عرب ليتسلموا المقابل المالي الكبير الذي رصده الأمريكيون مقابل كل رأس رغم أن هذه “الرؤوس” ليست لها أي علاقة بحركة “طالبان” ولا “القاعدة”.
وأكدت مصادر ل “الخليج” قرب الافراج عن أحد المعتقلين الكويتيين وربما اطلاق اثنين او ثلاثة من المعتقلين الكويتيين في غضون الأسابيع القليلة المقبلة. وأكدت أيضاً وجود مفاوضات لنقلهم عبر فرنسا باعتبار ان الطائرة التي اتفق على ان ترسلها الكويت لن تستطيع الهبوط في الولايات المتحدة او في غيرها من البلدان وهي تحمل معتقلين أفرج عنهم!
محامو الكويتيين يستعدون لملاقاتهم
وبدوري اتصلت بالمكتب القانوني شيرمان الذي يتولى قضايا ال 12 معتقلاً الكويتيين، فأكد لي المحامي توماس ويلنر الذي يقود فريقاً من المحامين للافراج عن هؤلاء ان الحكومة الأمريكية سمحت لهم أخيراً بالاجتماع مع موكليهم في جوانتانامو. وقال انه سيوفد محاميين الى جوانتانامو في 26 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، ثم يلحقهما فريق آخر في التاسع من الشهر المقبل. وذكر ويلنر ل “الخليج” انهم سيتمكنون من الاجتماع مع كل المعتقلين، وهي حسب قوله معلومات سرية لن يكون بامكانهم الافصاح عن محتواها للصحافيين.
ويبدو ان هذا الانفراج الأمريكي قد جاء بناء على حكم فيدرالي أصدرته قاضية مؤخراً يقضي بوجوب السماح لمعتقلي جوانتانامو بالاجتماع على انفراد مع محاميهم، لكنها في الوقت ذاته رفضت طلب المحامين تسجيل او تصوير هذه اللقاءات. ومع هذا فلا يمكن التنبؤ بما إذا كانت إدارة المعتقل الجديدة ستغير أيضاً من أساليبها القديمة التي كانت تحظر الحديث بين المعتقل وآخرين عن أسلوب وشكل معاملته طوال فترة اعتقاله.
الغريب وحسب مصادرنا انه ووفق قرار المحكمة الدستورية العليا في يونيو/ حزيران الماضي بحق المعتقلين في رفع قضايا أمام المحاكم الفيدرالية قيام إدارة المعتقلات بإرسال خطاب الى كل معتقل تبلغه فيه بحقه في رفع دعوى قضائية امام المحاكم الفيدرالية الأمريكية، وهي الخطابات التي خلت من بقية ما جاء بالحكم، وهو الشق الذي يؤكد حق المعتقل في الحصول على محام على حساب الحكومة الأمريكية.
وعلى كل، فإن تحسين أوضاع المعتقلين مهما بلغ فلن يكون بديلاً عن تحديد وضعهم القانوني ومواجهتهم بالتهم المنسوبة اليهم وهي أمور لن تستطيع واشنطن التهرب منها طويلاً، فلا يعقل ان يستمر اعتقال أشخاص مباحاً حتى لو استمروا في ترحيل عدد منهم الى بلدانهم الأصلية بالاتفاق مع هذه البلدان كي يستمر اعتقالهم أو محاكمتهم أو حتى الافراج عنهم كل حسب وضعه. وعلى حد علمي فإن نسبة كبيرة من المعتقلين طلبت عدم ترحيلها الى بلدانها الأصلية خشية مصير أسوأ من ذلك الذي يعايشونه في جوانتانامو.
اعتراف ضمني ب “أسرى حرب”
سألت الجنرال لوسنيتي عن ذلك فأكد ان الولايات المتحدة سمحت بالافراج عن معتقلين قبل انتهاء الحرب على الارهاب، وهي -على حد قوله- “حرب مستمرة”، فيما جرى العرف على الافراج عن أسرى الحرب بعد انتهاء الحرب، ويحمل هذا التصريح اعترافاً ضمنياً بأنهم “أسرى حرب”، رغم عدم اعتقالهم وهم يرتدون زياً قتالياً ولم يكونوا يحملون سلاحاً. وسارع الجنرال لوسنيتي بتوضيح آخر، وهو تعريفه للمعتقلين على أساس انهم إما “أعداء مقاتلون” أو العكس، وهو ما تثبته -على حد قوله- لجان “المراجعة”، ثم جلسات المحاكمات العسكرية التي لم يعترف بها كسلطة قضائية من جانب القضاء الأمريكي، مما اضطرهم للاستئناف وبالتحديد في قضية اليمني سائق سيارة ابن لادن.
هذه الصورة سببت تصاعداً في رأي عام مضاد لاحتجاز معتقلين من دون مبرر قضائي مكتوب، كونه يمثل سابقة قانونية دولية خطيرة تمنح أنظمة سياسية دولية أخرى الفرصة لانتهاج المسلك الأمريكي من دون مراعاة القانون والأعراف والمواثيق الدولية، ومنها اتفاقية جنيف التي توصل اليها المجتمع الدولي بعد عقود من كفاح منظمات حقوق الانسان وقادة شعبيين وحركات نادت بالديمقراطية بتشجيع الولايات المتحدة وهو الأمر الكفيل بإعادة العالم كله الى الوراء لعقود، ان لم يكن لقرون.
وشاهدنا جانباً من عملية الاستجواب من غرفة عمليات متصلة بدوائر تلفزيونية، حيث يعكف خبراء استخباريون على متابعتها. لم يسمح لنا بسماع الصوت، بل برؤية صورة الاستجواب، وتمارس فيها كل الأساليب. وبالمناسبة فهناك معسكر آخر لم ندخله، وهو معسكر “إيكو”. ويقول مسؤولو جوانتانامو انه خصص لكي يلتقي المساعدون العسكريون الذين يخصصون لمساعدة المعتقل من دون ان يكون له حق أخذ النصيحة القانونية منهم! ولكن تسربت أخيراً الأنباء التي تحدثت عن وجود معتقل آخر داخل هذا المكان يدار بوساطة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي.آي.ايه) للتحقيق مع معتقلين أوقفوا في أنحاء متفرقة من العالم!
عموماً، فإن عملية جمع المعلومات والاستجوابات تتلخص في عبارة “دائرة مفرغة” لا نهاية لها، تبدأ، تنتهي من حيث بدأت، كالتالي:
دورة الاستجواب
1- إجراء الاستجواب.
2- استخلاص معلومات استخبارية من الاستجواب.
3- نشر وتوزيع هذه المعلومات على مختلف الأجهزة.
4- استخدام هذه المعلومات بوساطة الأجهزة المعنية.
5- تقويم لهذه المعلومات مبدئياً.
6- وضع المعلومات في قواعد بيانات على الحاسب الالكتروني.
7- مراجعة خطط الاستجواب والبدء في عملية استجواب جديدة يتم عرضها على الأجهزة المختلفة.
8- تحديث خطط الاستجواب.
9- العودة من جديد الى الخطوة الأولى (إعادة إجراء الاستجواب).
وتفاخر هيئة القوات المشتركة بكونها الأفضل في مهمات الحصول على معلومات استخبارية جوهرية للعمليات ومعلومات استخدمت في عمليات الحرب على الارهاب. كما انهم يقومون بتطوير جيل من المحققين والمحللين. وان لديهم مركزاً متفوقاً وذلك من خلال توفير ميزانية كافية لإنجاح مهمتهم، وتشمل أيضاً تكوين وتشغيل اللجان العسكرية.
زيادة حجم سجن جوانتانامو
وتجدر الاشارة الى التوسعات الضخمة وعمليات البناء التي تمت في وقت قياسي، وفي أشهر معدودة، إضافة لعمليات توسعة أخرى لزيادة حجم معسكرات الاعتقال في جوانتانامو لدرجة انها أصبحت تسع الآن ما يصل الى 1200 معتقل.
ويوجد الآن في جوانتانامو 550 معتقلاً، ينتمون ل 42 دولة، ويتحدثون 17 لغة. وتقوم بمعظم أعمال الإنشاء والإمداد وغيرها كما ذكر لي رئيس القاعدة البحرية الكابتن ماكوي شركات متعاقدة. أما الشركات المتعاقدة في مجال توفير المترجمين للمشاركة في التحقيق، فمنها شركة “تاتين” التي سبق ان أرسلت مترجمين شاركوا في عمليات التعذيب في معتقلات أبوغريب بالعراق طبقاً للمحامين الذين رفعوا قضايا ضدها في الولايات المتحدة.
وبالنسبة لعمال الإنشاء والبناء، فمعظمهم جاءوا من جامايكا والفلبين بعقود خاصة أبرمتها إدارة قاعدة جوانتانامو مع حكوماتهم. وقد تضاعف عدد الموجودين على القاعدة أربع مرات منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ ايلول من حوالي 2500 الى أكثر من 9500 شخص.
وبعد الاستجواب تأتي مرحلة المراجعة التي تقوم بها لجنة للمراجعة السنوية تراجع كل حالة للتوصية إما باستمرار الاعتقال الى حين إجراء مراجعة ثانية في العام التالي، أو تحويل المعتقل الى المجالس العسكرية لتحديد
0 Comments:
Post a Comment
<< Home