Thursday, March 31, 2011

البيت الأبيض‮ ‬يكرم‮ حنان البدري‮


البيت الأبيض
‮ ‬يكرم‮ حنان البدري‮
الوفد
الخميس, 31 مارس 2011 14:37


تكرم جمعية صحفيي الإذاعة والتليفزيون الأمريكية الأربعاء الزميلة حنان البدري وشركة أخبار القاهرة وثوار ثورة مصر في حفلها السنوي الذي يحضره عادة الرئيس الأمريكي وأعضاء إدارته وكافة أعضاء الكونجرس الأمريكي.
التكريم جاء بسبب الدورالمهم الذي لعبته الزميلة حنان البدري لمنع خطة, كان الأمن المصري قد أعدها لإبادة شباب التحرير في يوم الأربعاء الدامي 2-2, وبعد موقعة الجمل الشهيرة اذ تم نزع كاميرات الإعلام بالميدان وطرد كافة الصحفيين وقطع إرسال الستالايت عن وسائل الإعلام الأجنبية والمصرية فتواصلت مع ثوار التحرير ونقلت خطط الإعداد للتخلص منها. ويقول نادر جوهر رئيس شركة كايرونيوز, الذي أصيب عدد من مصوريه والعاملين في وكالته أثناء الثورة ويحضر التكريم في واشنطن: إنه من المقرر أن يعرض الحفل كليبا يصور ما حدث من مطاردات مسلحة لصحفيي كايرونيوز. ولهذا فقد سارعوا بتفعيل خطة بديلة فهب الصحفيون من سلالم الحريق والطوارئ, وبينما أعلن رئيس الجمعية وهي جمعية مستقلة تضم كافة العاملين في مجال الإذاعة والتليفزيون ومشاهيره في الولايات المتحدث: أن نانسي يبالوزي ستقوم بتقديم الكليب وتكريم حنان البدري ونادر جوهر وإحدي شابات التحرير سارة كمال لدورهم ليلة الأربعاء الدامي واستخدام الميديا الاجتماعية لنقل الحقيقة إلي العالم، فإن نادر جوهر كشف سرا وهو الدور الذي لعبته الصحفية والإعلامية حنان البدري مدير مكتب كايرونيوز في واشنطن، حيث قامت يومها "اي مساء الأربعاء الدامي وعبر الفيس بوك والتليفونات" بإحباط مجزرة مؤكدة, كان الأمن المصري والنظام السابق يعد لها.

فقد نقلت لوسائل الإعلام العالمية ولأصحاب القرار في البيت الأبيض و للعالم تفاصيل الإعداد للمجزرة من إحضار سيارات إسعاف في الشوارع المطلة علي الميدان وعمال نظافة لتنظيف ما بعد المجزرة, والأهم القناصة فوق الأسطح ونقل أشياء وأنابيب إلي أسطح العمارات بميدان التحرير. حنان البدري قامت بتسجيل شهادات هذا الإعداد للمجزرة ووزعته بالتركيز علي رجال النظام السابق في استخدام عبوات مشتعلة وهو ما يهدد بنسف الميدان والمتحف، بل ونصف البلد نظرا لوجود أنابيب غاز طبيعي في معظم هذه البنايات وعدم وجود صيانة بمستوي عالٍ.

جدير بالذكر أن كايرونيوز تم وصفها أمريكيا بأنها واحدة من أكبر وأكثر شركات الإعلام المرئي التي تعرضت للمطاردة من الأمن وإطلاق الرصاص علي أطقمها وإغلاق مكاتبها, ومع ذلك فقد قامت بدورها وساهمت في نقل ما يحدث بالتحرير إلى العالم.

يذكر أن الحفل الذي سيقام الأربعاء القادم سينقل علي الهواء في مختلف وسائل الإعلام الأمريكية.

من ناحية أخري أقامت مصممة الحلي الشهيرة رانيا حنانو الأمريكية من أصل سوري وزوجها جراهام وزنر حفل عشاء لتكريم حنان البدري وضيوفها سارة كمال من ثوار التحرير ونادر جوهر رئيس شركة كايرونيوز وعدد من ناشطي جمعية التغيير دعت إليه إعلامية أمريكية علي رأسهم ديفيد اجناثيوس كبير محرري الواشنطن بوست وليزلي كوكبورن منتجة البرنامج الشهير 60 دقيقة والصحفي الأمريكي اندرو كوكبرن.

Tuesday, March 29, 2011

انفراد بالفيديو: الإعلام الأمريكي يكرم الثورة المصرية وحنان البدري


انفراد بالفيديو: الإعلام الأمريكي يكرم الثورة المصرية وحنان البدري

الثلاثاء, 29 مارس 2011 21:05

تكرم جمعية صحفيي الإذاعة والتليفزيون الأمريكية الأربعاء الزميلة حنان البدري وشركة أخبار القاهرة وثوار ثورة مصر في حفلها السنوي الذي يحضره عادة الرئيس الأمريكي وأعضاء إدارته وكافة أعضاء الكونجرس الأمريكي.
التكريم جاء بسبب الدورالمهم الذي لعبته الزميلة حنان البدري لمنع خطة, كان الأمن المصري قد أعدها لإبادة شباب التحرير في يوم الأربعاء الدامي 2-2, وبعد موقعة الجمل الشهيرة اذ تم نزع كاميرات الإعلام بالميدان وطرد كافة الصحفيين وقطع إرسال الستالايت عن وسائل الإعلام الأجنبية والمصرية فتواصلت مع ثوار التحرير ونقلت خطط الإعداد للتخلص منها. ويقول نادر جوهر رئيس شركة كايرونيوز, الذي أصيب عدد من مصوريه والعاملين في وكالته أثناء الثورة ويحضر التكريم في واشنطن: إنه من المقرر أن يعرض الحفل كليبا يصور ما حدث من مطاردات مسلحة لصحفيي كايرونيوز. ولهذا فقد سارعوا بتفعيل خطة بديلة فهب الصحفيون من سلالم الحريق والطوارئ, وبينما أعلن رئيس الجمعية وهي جمعية مستقلة تضم كافة العاملين في مجال الإذاعة والتليفزيون ومشاهيره في الولايات المتحدث: أن نانسي يبالوزي ستقوم بتقديم الكليب وتكريم حنان البدري ونادر جوهر وإحدي شابات التحرير سارة كمال لدورهم ليلة الأربعاء الدامي واستخدام الميديا الاجتماعية لنقل الحقيقة إلي العالم، فإن نادر جوهر كشف سرا وهو الدور الذي لعبته الصحفية والإعلامية حنان البدري مدير مكتب كايرونيوز في واشنطن، حيث قامت يومها "اي مساء الأربعاء الدامي وعبر الفيس بوك والتليفونات" بإحباط مجزرة مؤكدة, كان الأمن المصري والنظام السابق يعد لها.

فقد نقلت لوسائل الإعلام العالمية ولأصحاب القرار في البيت الأبيض و للعالم تفاصيل الإعداد للمجزرة من إحضار سيارات إسعاف في الشوارع المطلة علي الميدان وعمال نظافة لتنظيف ما بعد المجزرة, والأهم القناصة فوق الأسطح ونقل أشياء وأنابيب إلي أسطح العمارات بميدان التحرير. حنان البدري قامت بتسجيل شهادات هذا الإعداد للمجزرة ووزعته بالتركيز علي رجال النظام السابق في استخدام عبوات مشتعلة وهو ما يهدد بنسف الميدان والمتحف، بل ونصف البلد نظرا لوجود أنابيب غاز طبيعي في معظم هذه البنايات وعدم وجود صيانة بمستوي عالٍ.

جدير بالذكر أن كايرونيوز تم وصفها أمريكيا بأنها واحدة من أكبر وأكثر شركات الإعلام المرئي التي تعرضت للمطاردة من الأمن وإطلاق الرصاص علي أطقمها وإغلاق مكاتبها, ومع ذلك فقد قامت بدورها وساهمت في نقل ما يحدث بالتحرير إلى العالم.

يذكر أن الحفل الذي سيقام الأربعاء القادم سينقل علي الهواء في مختلف وسائل الإعلام الأمريكية.

من ناحية أخري أقامت مصممة الحلي الشهيرة رانيا حنانو الأمريكية من أصل سوري وزوجها جراهام وزنر حفل عشاء لتكريم حنان البدري وضيوفها سارة كمال من ثوار التحرير ونادر جوهر رئيس شركة كايرونيوز وعدد من ناشطي جمعية التغيير دعت إليه إعلامية أمريكية علي رأسهم ديفيد اجناثيوس كبير محرري الواشنطن بوست وليزلي كوكبورن منتجة البرنامج الشهير 60 دقيقة والصحفي الأمريكي اندرو كوكبرن.

انفراد بالفيديو: "الإعلاميين الأمريكيين" تكرم الثورة المصرية وحنان البدري

وهذا هو الفيديو الذي ستقدمه بلوزي كانفراد لبوابة الوفد.


Sunday, October 31, 2010

أمريكا وتقسيم السودان ومياه النيل

الراى > أمريكا وتقسيم السودان ومياه النيل

كتب حنان البدرى

العدد 1632 - الاحد - 31 اكتوبر 2010

تلقيت الأسبوع الماضي دعوة لحضور اجتماع عقد بأحد الفنادق المقابلة لمبني وزارة الدفاع الأمريكية مع مسئول أمريكي كبير وحامل ملف السودان، الحضور كانوا ممثلين للجالية السودانية وممثلي المنظمات السودانية الأمريكية بالعاصمة الأمريكية، وفي معرض المناقشة المفتوحة التي امتدت لما يزيد علي الساعتين.

استلفت نظري ثلاث إشارات مهمة لهذا المسئول الذي استوقفتني صراحته المتناهية وغير المسبوقة ربما لخلفيته العسكرية، الأولي كانت حول حصة مصر من مياه النيل، والثانية كانت حديثه عن تقسيم بدا وكأنه أمر واقع لا محالة، والثالثة إشارته إلي مناطق جديدة بالسودان علي السمع من قبل مسئول أمريكي رسمي كمنطقة قبائل اليجاف شرق السودان.

حديث المسئول الأمريكي حول المياه التي تتحصل عليها مصر رغم حرصه علي الافراط في شرح مدي عمق العلاقات الأمريكية مع الحليف المصري، كانت مقلقة ، فقد أشار بضرورة أن تعيد مصر النظر في مسألة استهلاكها للمياه وترشيدها لأن «الأمور» تغيرت ولم تعد كما كنت.

وهي جد إشارة خطيرة أعادتني إلي ذات الموضوع المؤلم، حين نشرنا في «مجلة روزاليوسف» منذ العام 1998 محذرين من خطورة ما يتم التخطيط له جنوباً وحيث حدود أمننا الاستراتيجي القومي سواء بالنسبة لمياه النيل أو لمخطط تقسيم السودان.

بل ونشرنا خريطة توضح شكل السودان الجديد المقسم إلي خمس دويلات بما في ذلك تعديلات في الوسط لضمان دخول ابياي الغنية بالنفط إلي حدود الدويلة الجديدة المزمعة بالجنوب.

وكيف أن متوالية تقسيم السودان تستهدف إلي جانب الاستحواذ علي مقدرات وثروات هذا البلد الغني تطويق مصر جنوباً والتحكم في مصدر الحياة وشريانها «النيل» ساعتها اتهمني كثيرون بما فيهم بعض الزملاء بمركز دراسات الأهرام باعتناق نظرية المؤامرة، وبالغوا في الأمر لدرجة السخرية.

ووصل الأمر بوزير الري السابق الذي حذرناه من مغبة اللعب باتفاقيات تقسيم المياه وحصن مصر القديمة، وكان في طريقه إلي المطار للذهاب لمؤتمر مشبوه حول الأمر ذاته تمهيداً لتغيير هذه الاتفاقيات بتدخل غربي سافر وإسرائيلي مبطن وصل الأمر به إلي أن أصر علي نشر رد نعم علي تحذيراتنا في الصفحة المقابلة لموضوعي المنشور من منطلق استخدام حقه في الرد!! ألم تكن تلك السنوات الطويلة (12 عاماً) كافية لكي تنتبه للخطر القادم!! وكيف غاب عن مصر الربط بين خطط تقسيم السودان «الباب الخلفي» لأمن مصر وبين مخططات التحكم في عصب الحياة للبلد الأكبر بالمنطقة.

0إن العد التنازلي من منطلق تقسيم السودان بالاستفتاء المزمع في يناير المقبل بدأ بالفعل، لكنه لن ينتهي عن سودان شمال مسلم، وعربي وسودان جنوبي أفريقي يقولون إنه سيكون مسيحياً أفريقياً رغم أن تعداد المسيحيين به لا يتجاوز 15% من تعداد السكان وحيث كان التقسيم والتفتيت علي أساس الهوية الدينية والأثنية.

وهو كارت قديم ومعروف وسبق للمستعمر البريطاني استخدامه منذ أوائل القرن الماضي، سوف يتوالي سقوط الدومينو فبعد التقسيم شمالاً وجنوباً، سيكون هناك تفرغ لتقسيم دارفور الذي عجزوا عن تقسيمه علي أساس ديني بعد أن فوجئوا بأن سكان دارفور المتصارعين مسلمون واستعاضوا عن ذلك بتقسيم اثني علي أساس عرب وأفارقة بالثروة التي تقبع في جنوب دارفور وتحديداً في حفرة النار أو ما اسميناه بحفرة اليورانيوم يسيل اللعاب لها وهي ليست نفطاً بل واحدة من أكبر مواقع العالم التي تحتوي علي مخزون ضخم من اليورانيوم النقي، وبعد دارفور وربما بالتوازي معها سيتم تعجيل مخطط تأليب الساحل الشرقي السوداني والممتد ما بين بورسودان وحتي كسلا وباتجاه الحدود الاريترية حيث قبائل البجا، وحيث معقل (مؤتمر البجا) ومتمرديهم الذين سيلقون دعماً غربياً مسانداً تماماً كما حدث مع متمردي الجنوب.

أما عن ابيي الغنية بالنفط والتي تم خصيصاً إعادة رسم خارطة الحدود المرسومة أصلاً للتوصل بين الجنوب والشمال لضمان دخول ابيي إلي المناطق الجنوبية حيث سهولة عودة الشركات النفطية الكبري فإن زيارة المبعوث الأمريكي سكوت جريشن والتي بدأت الأربعاء إلي السودان ستكون مخصصة لحسم أمرها وتماماً كما يريد السيد الجديد.. علي أية حال فإذا كانت متوالية تقسيم السودان تبدأ في يناير، وإذا كنا للأسف متأخرين لدرجة لا تبشر بأي خير.

وإذا كان الثمن من أجل انقاذ شخص واحد أو أشخاص باستخدام عصا المحكمة الدولية هو ضياع بلد بكامله، لن تصبح مستقرة بأي حال من الأحوال وحيث ستصبح حدودنا الجنوبية عبارة عن دويلات معدومة من مقومات الدولة تأكلها صراعات منتظرة علي السلطة والثروة، بما في ذلك الجنوب الجديد المتوقع والذي لن تتواني أكبر قبيلتين فيه عن معاودة القتال فور الانفصال حيث ستكون الغلبة لمن يمنح تسهيلات أكبر للغرب مقابل الحماية.

إذا كان هذا هو المشهد المتوقع، فلا أقل من أن نحاول «نحن» قراءة ما بين سطور تصريحات مسئولي هذا الغرب، ولن أقول «تحليل» توقعات حتي لا نتهم مرة أخري باعتناق نظريات التآمر، نحن في حاجة لتحرك سريع وحاسم يصنع صراحة أمام الجميع بما في ذلك «الحلفاء الكبار» كل الخيارات علي الطاولة، علينا أن نخرج الدبلوماسية من الموضوع ونضع كل الخيارات الأخري علي الطاولة لأن الأمر جد أصبح بالنسبة لمصر مسألة حياة أو موت.

Sunday, October 10, 2010

في بيتنا.. إبراهيم الرفاعي

كتب حنان البدرى
مجلة روزاليوسف
العدد 1614 - الاحد - 10 اكتوبر 2010

يحل عيد نصر أكتوبر المجيد هذا العام، ومعه أجواء حميمية أكثر زخمًا، أجد من الصعب شرحها في سطور، وكأن «روح» أكتوبر تفرض نفسها علينا هذه المرة بقوة الحنين إلي النصر والامتنان والعرفان لجميل «أعز الرجال وخير جند الأرض» أجواء متجددة لم يمحها مرور السنين، فلا نسينا ولا نستطيع يوما أن نفعل المبهج هنا ومن واقع تجربة شخصية كان في مشاعر جيل جديد ولد بعد النصر، ويختزن داخله بحرص الوعي الكامل بقيمة النصر وبفضل هؤلاء العظام الذين أزاحوا مرارة هزيمة 67، هذا الوعي في مقابل مشاهد متناقضة كفتوي جاهل نصب نفسه شيخًا ليفتي ببيع الآثار وتحطيم التماثيل عبر قناة متطرفة لا ندري من يمولها وآخر يدعي الفن والطرب وعلي رأسه يظل ابدًا عار التهرب من شرف التجنيد، وآخرون يعبئون للفتنة بين عنصري الأمة.

وزد علي هذا السخف الكثير من محاولات التطاول علي نصر أكتوبر ومنهم للأسف أحد الشباب الذي أرسل مستهزئًا بالنصر ومشككا في حدوثه وهو أمر جد خطير، فمعناه أن الجهود المعنوية المضادة التي دأبت إسرائيل علي نشرها في محاولة يائسة للتشويش علي هزيمتها في أكتوبر قد أتت ثمارها، ولكن هيهات، طالما ظل في هذا البلد من يحرس مصالحها ومقدراتها، ولعل الرسالة القصيرة التي جاءتني علي صفحتي علي الفيس بوك من باحث النووي الإسرائيلي آفنير كوهين عندما وجد صورة أسطورة الصاعقة البطل إبراهيم الرفاعي تزين صفحتي وفيها سؤال «لماذا الآن» لعله كان حافزا اضافيا لأوقن بأن الوقت قد حان لأن ابدأ بنفسي، فجلست مع ابني الصغير لأحكي له عن أكتوبر وعما قبل أكتوبر عن الشهيد الرفاعي، وزملائه الأبطال، عن الرقيب محمد حسين أول مجند شهيد، وعن اللواء شفيق متري سدراك أول ضابط شهيد،

عن العريف عبدالحميد الطاهر ثاني من تطأ قدمه أرض سيناء وصيحة زميله الإسكندراني مينا صليب الذي أصر علي الصيام مع اخوانه وهو يهتف «الله أكبر» عن الفريق عبدالمنعم رياض وانتقام الفرقة 39 بقيادة الأسطورة إبراهيم الرفاعي، وعمليات خير جند الأرض عبر الاستنزاف وحتي نصر أكتوبر حتي آخر لحظة في 19 أكتوبر عندما قدم آخر ما عنده دماءه الذكية وهو يحمل سلاحه.

أسئلة وحيدي كانت كثيرة، حاولت علي قدر المستطاع الاجابة عنها وبفخر حكيت له أيضا عن والده الذي قطع دراساته العليا بالولايات المتحدة قبل عشرين عاما ليعود طواعية لينول شرف تأدية الخدمة العسكرية وعن حرص والده علي الاحتفاظ ببذة الجندية المعلقة وعليها خوذة وحذائه العسكري بمنزلنا القاهري ومساء الأربعاء الماضي اصطحبت ولدي إلي احتفالات العيد في السفارة المصرية، كان بدوره سعيدا فخورا برؤية زملاء أعز الرجال، وفي طريق العودة أبلغت بأنه يستبق الساعات ليحكي لزملائه في المدرسة كيف زار مصر بالأمس فيحتفل بالعيد. عيد أكتوبر قبل أن يستطرد متسائلاً «أليست السفارة أرضا مصرية يا أمي!! نحن في حاجة لروح أكتوبر تلك التي لم تعرف جغرافيا ولا حدود، نحن في حاجة لإعادة استيعاب ونشر «ثقافة النصر»، صحيح أن حرص أجيال متلاحقة علي تسجيل وتوثيق بطولات خير أجناد الأرض للتاريخ أمر جد هام، ولكن الأهم منه هو تحويل روح أكتوبر إلي واقع علي الأرض واقع يلفظ القلة التي تسربت أفكارها الغريبة وتطرفها إلي جسد الوطن، كالسرطان.

واقع لا يكتفي بشكر سنوي إلي الرجال الذين جاءوا بالنصر بل بتعليم أولادنا ألا ينسوا وبأن تضحية هؤلاء الذين ماتوا لنحيا فعاشوا فينا للأبد لن تضيع هدرًا. هو دين في الأعناق ليوم الدين، علي كل جيل أن يسمله للجيل الجديد، وأن ترجمة رد الدين لا تكون فقط بتثمين النصر ولكن في تحويله إلي طاقة تنوير تزيح غشاوة الاستسلام لمحاولات جرجرتنا إلي عوالم التخلف طواعية للأسف، علينا أن نستفيق ونفسح الفرصة لروح أكتوبر كي تأخذ بأيادينا، فعدونا مازال يتربص، وكل نجاح يصيبه في مقتل وهي مسئولية كل أم وأب، عليهم أن يبقوا تضحية هؤلاء الذين جاءوا لنا بالنصر ماثلة في كل بيت وساعتها لن يخشوا علي أبنائهم علي كل منا أن يبقي بطولة إبراهيم الرفاعي حاضرة في بيته.

Saturday, August 28, 2010

المخطط الإسرائيلي لإحياء البحر الميت علي حساب البحر الأحمر

تحقيقات > المخطط الإسرائيلي لإحياء البحر الميت علي حساب البحر الأحمر

كتب حنان البدري

العدد 4290 - السبت الموافق - 28 أغسطس 2010

وكأن مصر ينقصها المزيد من محاولات المساس بمصالحها الحيوية، والتي تقع في صميم أمنها القومي، ففي الوقت الذي تحاول معالجة أزمة حوض النيل التي تستهدف العبث بمقدرات وحقوق مصر في مياه النيل والتي ساعدت عليها خطط تقسيم السودان، لتلهب الأوضاع في الفناء الخلفي لمصر، أصبح الباب الحدودي الشرقي قاب قوسين أو أدني من مشروع كارثي تمضي إسرائيل فيه حثيثاً منذ فترة لكن بهدوء وتحت لافتات تزعم محاولة إنقاذ البحر الميت وخلق مشاريع لتحلية المياه وغيرها، وهي محاولات تلقي دعماً دولياً من جهات معروفة يتصدرها البنك الدولي والذي سيكون الممول الأساسي لهذا المشروع «التآمري» دون أية مبالغة.

شهر أكتوبر المقبل تحدد كموعد لاجتماعات محلية أخيرة تضم إسرائيل والأردن والفلسطينيين جزئياً لطرح ما وصفوه بأنه تساؤلات حول برنامج دراسة هذا المشروع المشبوه وذلك قبل إصدار التقرير النهائي والذي تقرر له ديسمبر المقبل موعداً، والملاحظ أن في آخر البيانات التي صدرت قبل أيام حول المشروع قد حملت معلومات دون تفاصيل حول هذه الدراسة قد رحلت موعد تقديم الدراسة النهائية للآثار البيئية المترتبة علي هذا المشروع الذي تنتوي إسرائيل من خلاله سحب وضخ 2 مليار متر مكعب من مياه البحر الأحمر إلي البحر الميت (المتر المكعب = طنا من المياه) وهو الأمر الذي سيقضي دون محالة علي المحميات الطبيعية والشعب المرجانية والحياة البحرية النادرة في مصر من رأس محمد وحتي كامل خليج العقبة، حيث سيتسبب السحب في زيادة سرعة التيارات المائية الموزونة طبيعياً علي مدي آلاف السنين.

الملاحظة الأهم هي تجاهل مصر والسعودية مع أنهما الدولتان اللتان تمتلكان معظم طول الساحل علي خليج العقبة شرقا وغرباً فيما أن إسرائيل والأردن ليس لديهما سوي عدة كيلومترات والملاحظ أن تغييراً قد تم علي رسوم المشروع التي سبق تقديمه قبل عدة سنوات ليكون خط نقل المياه معظمه في الشرق أي بالأردن ثم قبل الوصول إلي البحر الميت يدرج إلي داخل أراض تحت سيطرة إسرائيلية، فهل هذا التغيير استباقاً لتحميل الأردن المسئولية الكارثية المتوقعة!

القصة ليست جديدة بل هي نتاج تخطيط إسرائيلي قديم بدء عملياً بعد حرب 67 حين أدركت إسرائيل أهمية خلق خط عبور بديل لقناة السويس بعد إغلاق مصر لمضيق تيران مباشرة قبل حرب يونيو ساعتها قدم «يوفال نئمان» - عالم الذرة الإسرائيلي - المشروع الذي أسماه «بنهر الطاقة الإسرائيلي» وكان يقترح حفر قناة مائية من البحر المتوسط جنوب غزة وتحديداً في القطيف وينتهي في موقع سعدة جنوب الساحل الغربي للبحر الميت.

إلا أن الفكرة تطورت لاحقاً وزادت المطامع والمصالح الإسرائيلية الاستراتيجية والجيويولوتيكية والاقتصادية لتقترح ما يسمي بإنقاذ البحر الميت من الجفاف وإقناع الأردن والفلسطينيين بتوصيل مياه البحر الأحمر وخلق محطات تحلية مياه وصناعات ومناطق سكنية وتجارية حول المشروع إضافة لمحطات توليد كهرباء.

هذه الأفكار البراقة التي قد يكون الأردن أو الفلسطينيون مجبرين علي الاقتناع بها لا يمكن للمطلعين علي حقيقة الأمور الاقتناع بها فإسرائيل هي المسئولة الأولي عن جفاف البحر الميت حيث دأبت منذ سنوات طويلة علي سرقة الروافد الطبيعية للبحر الميت والتي كانت تأتيه جوفيا من مياه الأنهار لاسيما من جوف نهر الأردن بل وعمدت إلي ضخ مياه عادمة هي مياه المجاري، وبعد أن كان نهر الأردن مصدر 3,1 مليار متر مكعب سنوياً من المياه العذبة إلي البحر الميت، أصبح نصيب البحر التعيس 155 مليون طن سنويا من مياه عادمة ومالحة.

لذا فكرت إسرائيل في أن تقوم بمشروعها علي أساس تأجيل فكرة توصيل المتوسط بالبحر الميت «مؤقتاً» وحيث يمكنها في أي وقت القيام بهذه الخطوة التي ستكون علي أراض تحت سيادتها في أي وقت، أما الآن فالمهم هو الخطوة الأساسية وهي توصيل البحر الأحمر بالبحر الميت، وليس مهماً تدمير السياحة والحياة البيئية في جنوب سيناء وخليج العقبة.

بل سيصبح هذا لاحقاً هدفاً متحققاً بواقع الأمر حين تتمكن إسرائيل من خلق «بوابة شرق جديدة» في هذا المكان الممهد لحفر ما يوصل المتوسط بالأحمر كبديل عن قناة السويس، ولحين حدوث ذلك فسوف تنفذ خططها الطموحة لإعادة بناء خط سكك حديدية يصل العقبة بالخليج والعراق بميناء حيفا وخلق مجتمعات إسرائيلية جديدة في مقاطعة مقفرة لاسيما في صحراء النقب وأيضاً التسريع بإحياء مشروع «تيب لاين» لنقل البترول بشكل مستقيم وأسرع دون الحاجة لناقلات نفط أو لقناة السويس.

الموقف جد خطير والتحرك المصري المضاد مطلوب بسرعة هذه المرة ضد هذا المشروع الكارثي، دون التهويل أو التهوين من شأن هذا المشروع والدليل علي ذلك ما يلي:

ادعاء إسرائيل أن هدفها من المشروع تحلية المياه غير صحيح لأن ملوحة مياه البحر الأحمر تزيد 72% عن ملوحة المتوسط، فلماذا تكلف نفسها عناء مالياً وصناعياً باهظاً كهذا، إذا كان هدفها فعلاً هو تحلية المياه أو حتي من أجل زعمها بحرصها علي تخفيض ملوحة البحر الميت وإنقاذه.. ألم يكن أسرع لها وأفضل توصيل الميت بالمتوسط؟!

توصيل المياه من المتوسط للميت لن يزيد طوله عن 80 كيلومتراً وفي أرض سهلة الحفر في حين أن توصيلها من البحر الأحمر للميت سيمتد لما يزيد عن 320 كيلو مترا وعبر أراض صخرية ونارية ويصل ارتفاعها في بعض المناطق إلي مائتي متر!!

أيضاً يحق لنا هنا النظر في أغراض إسرائيل الأخري للحصول علي كميات من مياه البحر لزيادة قدرتها علي صنع المزيد من الوقود النووي لمفاعلات ديمونة التي زادت طاقتها من 6,2 ميجاوات إلي 150 ميجاوات حالياً، وهو ما سيؤدي إلي إنتاج المزيد من النفايات النووية السامة والتي ستؤثر قطعاً ليس فقط علي مياه البحر الأحمر بخليج العقبة بل علي جميع أنحاء هذه المنطقة.

علي أية حال فإنه إذا كان بمقدور إسرائيل دوما أن تفلت بمشاريعها المدمرة وباستخدام شعارات تتحدث عن التنمية والتطبيع والسلام بينما كعادتها علي أرض الواقع تستمر في مشاريع تدمير وحصار كل من حولها فإن لدينا الحق في الدفاع عن أمننا القومي بكل الطرق وسيكون العالم معنا حين نهرع ليس فقط لحماية أمننا القومي بل ولإنقاذ أجمل البقاع البحرية في العالم من التدمير والتي ستدمر في غضون سنوات قليلة حدائقها المرجانية النادرة والهشة حسب تعبير إحدي دراسات الجدوي للمشروع والذي قام عليه خبراء إسرائيليون ويمكن اعتبار ما تقدم هو بلاغ لسرعة التحرك لمواجهة المخطط الإسرائيلي الشيطاني حفاظاً علي أمن هذا الوطن!

Monday, June 22, 2009

روزاليوسف تدخل معسكر المعتقلون الأكثر خطورة في جوانتانامو

روزاليوسف تدخل معسكر المعتقلون الأكثر خطورة في جوانتانامو


لم يكن الدخول إلى قاعدة «جوانتانامروزاليوسف تدخل معسكر المعتقلون الأكثر خطورة في جوانتاناموو» الأمريكية سيئة السمعة أمرا بسيطا أو سهلا، بل مر بإجراءات شديدة التعقيد بدأت فى قاعدة «جاكسون فيل» للطيران بشمال شرق ولاية فلوريدا، حيث أقلتنا طائرة مؤجرة إلى سواحل كوبا الشرقية حيث قاعدة جوانتانامو التى لا تختلف طبيعتها القاحلة بسبب وقوعها أسفل مرتفعات حدودية تكاد تفصلها عن البلد الأم كوبا. ويحفل تاريخ خليج جوانتانامو بأحداث سيئة كللتها مؤخرا عملية «الحرية المستمرة» كجزء، بل أساس للحرب الأمريكية على ما يوصف بالإرهاب، وقد اعترف نائب مدير المعسكر البريجيدير جنرال «مارك لوسينى» فى أول يوم وصولى عندما كرر أن استمرار التحقيقات فى جوانتانامو أمر لا نهاية له مادامت الحرب على الإرهاب مستمرة، وتحديد مصير المعتقلين مرهونا بنهاية هذه الحرب! وأصر «لوسينى» على أن المعاملة التى يلقاها المعتقلون هناك لم تحدث فى تاريخ الحروب الملىء بالتجاوزات، جاء ذلك ردا على سؤال حول تقرير منظمة الصليب الأحمر الدولى التى أظهرت وجود تجاوزات فى معاملة المعتقلين بمعسكرات الاعتقال بجوانتانامو تماثل التعذيب، وذهب رئيس منظمة الصليب الأحمر الدولية إلى أبعد من ذلك بالإعلان عن مقاضاة كبار المسئولين فى واشنطن، حيث لم يتلق ردا أو إجابات كافية على تساؤلات حول هذه التجاوزات بينما استمر المسئولون فى معسكر جوانتانامو فى التأكيد على عدم وجود تجاوزات ضد المعتقلين الذين ينتمون لاثنتين وأربعين دولة ويتحدثون سبع عشرة لغة، وفى محاولة لاستطلاع الأمر كان لابد من الذهاب إلى جوانتانامو للتعرف أو محاولة التعرف على حقيقة أحاطت بها أسلاك شائكة ممتدة عبر خمسة معسكرات اعتقال قسم فيها المعتقلون البالغ عددهم خمسمائة وخمسين معتقلا إلى مجموعات ثلاث أساسية كالآتى: معسكر اعتقال «1» وهو يضم المعتقلين «المتعاونين» فى التحقيقات، ويتم إلزامهم بارتداء ملابس لونها «بيج» والمقصود بالمتعاونين هنا، هو تجاوب هؤلاء مع المحققين الذين لا يكلون من الاستجواب منذ ترحيل هؤلاء المعتقلين بعد اعتقالهم فى أفغانستان فى أغلب الحالات. هناك أيضا معسكر اعتقال «2» ويضم 15% من المعتقلين وهو يعد أيضا من المعسكرات التى تضم المتعاونين الذين يتم منحهم مع معتقلى معسكر رقم «1» امتيازات قد تسحب منهم أحيانا وهو معسكر لا يختلف عن الأول من حيث طبيعة البناء، فهى عبارة عن زنزانة طويلة تضم سريرا مرتفعا، بينما الحوائط عبارة عن شبكة يمكن للحراس عبرها متابعة ما يحدث بالداخل وبها أيضا ماكينة مياه ومرحاض «أرضى» على الطراز البلدى القديم. صنع من الاستانلس ستيل، ولا يمنع الحال من وضع أحد المعتقلين المشاغبين فى زنزانة مقابلة حتى يدرك ويشاهد بعينيه كيف يحظى المتعاون بمعاملة خاصة مثل الحصول على كوب بعينه من الشرب مباشرة من صنبور صغير موصول بماكينة المياه الملاصقة للمرحاض، أو حصوله على مسبحة وصمامات للأذن تمكن السجين من التمتع ببعض الهدوء، أو الخروج إلى أقفاص أكبر وأكثر براحا للعب كرة القدم، وقد شاهدت أحد السجناء من المتعاونين يلعب كرة القدم بمفرده فى قفص كبير، بالمعسكر الأول وبالطبع كان ممنوعا أن أوجه إليه أى حديث، ولكننى سمعته يتحدث مع معتقل آخر فى ساحة لعب قفصية ملاصقة ويطلب منه الأخير أن يشوط الكرة رغم أن كليهما معزول عن الآخر بجدار سلكى! الغريب أن الأول كانت ملامحه أفغانية، بينما الآخر كانت لغته عربية بلكنة ثقيلة! فى هذا المعسكر توجد أماكن الاستحمام فى أقفاص خارجية مد فيها الدش من الخارج ووضعت شروطا لإلزام المعتقل خلال فترة الاستحمام حيث يترك انسياب المياه عادة لمدة عشر دقائق بتغطية الجزء الأسفل من القفص من الداخل لارتفاع لا يتجاوز وسطه حتى يتمكن الحراس من متابعته، إذ يقول الكولونيل «جيريسكو» إنه لا يسمح للحارسات «المجندات» بتجاوز ممرات الزنازين إلى المكان الذى يفضى إلى المكان المخصص للاستحمام حرصا على مشاعرهن، كما توجد بعض أوراق اللعب «الكوتشينة» و«الدومينو» و«الشطرنج» وتساءلت: هل يلعب كل سجين مع نفسه؟! أما معسكر الاعتقال رقم «3» فيضم المعتقلين غير المتعاونين على الإطلاق، ويمثلون 15% من إجمالى المعتقلين، الذين يرتدون ملابس من قطعتين لونها برتقالى، وعادة ما يتم تقييدهم، وهؤلاء طلبت الفرصة لأن أتفقدهم إلا أنه وحتى كتابة هذه السطور لم أحصل على رد، وإن كان البعض قد وعدنى بالمساعدة مع تحذيرى من شراستهم، وأن علىَّ أن أتوقع إذا ما أصررت على رؤية أحدهم يلقى بالبول المتجمع لديه فى وجوهنا أو أن يبصق علينا! كذلك نجد معسكر اعتقال «4» الذى يضم «الملتزمين والمتعاونين جدا» فى التحقيقات، وقد أتيحت لنا الفرصة لزيارة هذا المعسكر، حيث أصر المسئولون عنه على أن يشرحوا لنا كيف تتاح الفرصة لهؤلاء المعتقلين بالبقاء خارج زنازينهم المبنية لمدة تقترب من الثمانى ساعات يوميا، ورأيت كيف تم توزيعهم على غرف تضم الواحدة منها عدة أسرة، وقد منحوا ميزات مثل سجادة صلاة وأحذية رياضية لممارسة الرياضة «حصلوا عليها فى عيد الفطر» إلى جانب «شباشب» كما رأيت بعض هؤلاء وهم يقومون بنشر ملابسهم لتجف بعد غسلها «على الأرض» والبعض الآخر كان يحاول التحدث إلينا وسألنى أحدهم إن كنت من مصر والبعض الآخر منهم أشاح بوجهه فى الأغلب لأننى امرأة، وكان واضحا أن هؤلاء يتمتعون بروح معنوية عالية. أما معسكر الاعتقال الخامس فلم نر فيه أيا من المعتقلين وإن كنت قد لمحت أحدهم وقد وضع القرآن على نافذة زنزانته الزجاجية، وهذا المعسكر شديد الحراسة والتعقيد ويضم 50% من إجمالى المعتقلين، هذه الزنزانات التى برمجت أبوابها الفولاذية للإغلاق كهربائيا فيما وضعت على النافذة الضيقة على كل باب مرايا عاكسة حتى يستطيع المرء رؤية ما بداخلها دون أن يلحظ السجين ذلك، وتم تقسيم هذا المبنى الذى يدار بأحدث التكنولوجيا إلى عدة أجنحة، وفى الجناح الذى سمح لنا بزيارته توجد غرفة التحقيق وهى عبارة عن غرفة مزودة بكاميرتين لا يستطيع أحد ملاحظتهما إذ أحيطت كل منهما بدائرة زجاجية داكنة، حيث تتصل إحداهما بغرف المحللين ومسئولين أمنيين آخرين والأخرى متصلة بمركز حراسة المعسكر، وفى الغرفة وضعت طاولة منخفضة بين مقعدين أحدهما مثبت بالأرض يجلس عليه المعتقل، حيث يتم تثبيت قيود المعتقل عادة به، وفى هذا المعسكر أو المبنى الأشبه بالقلعة يوجد بعض العمال الذين كانوا يجرون بعض أعمال البناء داخله، كما يوجد تكييف هواء عالى الكفاءة وتم لفت نظرنا إلى عدم تصوير أماكن بعينها فيه، ولم تتح لنا فرصة زيارة كافة الأجنحة أو رؤية أى معتقل داخله. أيضا يوجد معسكر آخر يطلق عليه معسكر «إيكو» مخصص للمعتقلين بلجان التحقيق العسكرية التى تعيد تقييم الحالات والمحاكمات ومعرفة ما إذا كان يمكن أن يطلق سراحهم بناء على مراجعات أمنية ومعلوماتية وتحقيقات مستمرة، وما إذا كانوا يشكلون خطرا أم أنهم أعداء مقاتلون ينبغى الاستمرار فى اعتقالهم! أيضا أتيحت لنا الفرصة لمشاهدة عيادة خارجية ومنها عيادة أسنان كانت فى معسكر الاعتقال الخامس الأشبه بالقاعدة، حيث يثبت المريض بقيود وسلاسل إلى سرير علاجى وضع فى غرفة بها مرحاض وأجهزة طبية نظرا لوجود أدوات «خطرة» تخص طبيب الأسنان - حسبما قال مسئول المعتقل - وإن كانت الزيارة الأهم للمستشفى التى بنيت وبها غرفة عمليات بسعة أربعة وعشرين سريرا، وبها أطباء وممرضات، والمسئول عنها هو الكابتن «أدموندسون» الذى سألناه عن طبيعة ما يقال عن مشاركة الأطباء فى إعداد المعتقلين للاستجواب فنفى تماما أن يكون لهم دور سوى تقديم المساعدة الطبية للمعتقلين، وقال إن المستشفى شهد إجراء عمليات جراحية كبرى للمعتقلين منها عملية بالقلب وعملية استئصال ورم سرطانى وعلاج أحد المعتقلين أصيب بسرطان فى ثدييه، كذلك هناك كشف دورى ومتابعة للحالة الصحية للمعتقلين مع استجابة فورية لشكوى أى منهم من أية أعراض، كما أنهم أجروا عمليات «فتق»، ولعل أكثر الأمراض التى يعانى منها المعتقلون هى سوء التغذية. على أية حال، فالملاحظ أن من واقع المعتقلين المتعاونين والملتزمين يتمتعون بالصحة، وكثير منهم زاد وزنهم حسبما قيل لنا، ولقد شاهدنا ذلك واضحا عليهم، لكن لم نحصل على أية إجابات حول الآخرين ممن لا يتعاونون، وكيف تبدو حالتهم وهل يعانون الهزال والاكتئاب، وهل فعلا يتعرضون لتجاوزات إنسانية وتعذيب كما نشر مؤخرا! وكما أشارت تقرير الصليب الأحمر الدولية، بل إن تقريرا صادرا عن مسئول أمريكى كبير فى مكافحة الإرهاب بمكتب التحقيقات الفيدرالى يؤكد ذلك لدرجة أن جريدة «النيويورك تايمز» وصفت الأمر بأنه شىء قاس وغير طبيعى ومهين، ويعتبر نوعا من أنواع الإرهاب لاسيما أنه يتضمن محاولات كسر إرادة المعتقلين بتحقيرهم والحبس الانفرادى وتعريضهم لدرجات حراسة منخفضة وإجبارهم على الوقوف بطريقة غير مريحة! بالطبع كل إجابات مسئولى جوانتانامو على هذا بالنفى التام كل شىء تمام وكل حاجة رائعة، وفى ثانى يوم من تواجدنا فى جوانتانامو بدأ تقرير مسئول الـ «FBI» يتسرب وهو التقرير الذى سجل ثلاث حالات من الانتهاك حدثت فى عام 2002 وأوقفها محققو الـ «FBI» أولها حالة قيام إحدى المحققات بإمساك الأعضاء التناسلية لأحد المعتقلين، كما قامت بلى أصابع يده بشكل مؤلم، وقد أرسل «توماس هارينجتون» نائب مدير مكافحة الإرهاب فى الـ «FBI» مذكرة بهذه الحوادث الثلاث إلى رئيس التحقيقات الجنائية فى الجيش الأمريكى ضد السيرجنت «لاسى» التى دخلت إحدى الزنازين وطلبت من أحد رجال المارينز تغطية طاقة المراقبة بشريط حتى لا يرى أحد ما يحدث، وتحدثت للسجين فى أذنه بينما كانت تضع كريما على يده. وشاهد مراقب الـ «FBI» من خلال الشاشات الموصولة بالكاميرا الداخلية بالزنزانة علامات الألم على وجهه المعتقل فقام لاحقا بسؤال رجل المارينز فأجابه الأخير بأنها أمسكت عضوه التناسلى وقامت بثنى إصبع المعتقل، وألمح المارينز أن هذا التصرف ليس أسوأ ما تعودت هذه المحققة على فعله. أما الحادثة الثانية فكانت عبارة عن تكميم فم أحد المعتقلين بشريط لاصق لأنه رفض أن يتوقف عن قراءة القرآن، وفى واقعة أخرى تم استخدام كلب لإخافة أحد المعتقلين والذى كانت تتم إنارة زنزانته بإضاءة مبهرة على مدى وقت طويل. ومن المعروف أن المجالس العسكرية التى أجريت إلى الآن ما يزيد عن «480» قضية معظمها اتخذ قرار الاستمرار فى اعتقالهم، ولم يفرج سوى عن شخص باكستانى وحيد، بينما مازال هناك سبعون معتقلا سيمثلون أمامهم. المثير فى هذه المحاكمات أن المعتقلين غير مسموح لهم بالاستماع إلا إلى الأجزاء غير السرية من عريضة الاتهامات الموجهة ضدهم، ولا يسمح لهم بتعيين محامين، حيث يعين لهم المجلس العسكرى محاميا عسكريا! وقد قام المعتقل الثانى الذى رفض الحضور بإرسال رسالة اعتراض «رد مكتوب» وكانت هذه المجالس قد تم تشكيلها بعد أن أصدرت المحكمة الدستورية العليا فى الولايات المتحدة حكمها بأحقية كل المعتقلين فى جوانتانامو فى المعارضة فى أمر اعتقالهم أمام المحاكم الأمريكية. وعلمنا أن هناك فريقا من منظمة الصليب الأحمر الدولية يقوم بزيارة المعتقل بشكل سريع وروتينى، وفى هذه المرة كانت لجمع خطابات المعتقلين إلى ذويهم، وهى الخطابات التى تراجعها إدارة المعتقل وتقوم بشطب الجمل والكلمات التى لا تعجبها وعندما سألنا عن أسباب هذا التصرف قالوا إنه لأسباب أمنية حتى لا يعرف أحد التفاصيل الجغرافية والأمنية لجوانتانامو! وعما إذا كان السبب هو ذكر أحد المعتقلين فى خطاباته بعض ما يتعرض له من انتهاكات قالوا أن الأمر يتعلق فقط بالحالة الأمنية! ولدى تمكيننا من الدخول إلى أحد المواقع التى يجرى فيها المحققون تحقيقاتهم المنتظمة والمستمرة مع المعتقلين شاهدنا أحدهم على شاشة تليفزيون داخلى، وتم إخفاء وجهه وصوته وكذا صوت المحقق والمترجم والأخيران ظهرا بظهريهما، وفى غرفة المحلل الذى عمل محققا لمدة عشرين عاما قبل أن يتفرغ للتحليل وجدنا سيدة يبدو أنها تساعده وينحصر دور المحلل فى متابعة ردود أفعال المعتقل وملامح وجهه وأجوبته، ويحللها عبر كاميرات فى غرفة مزودة بسبع شاشات ملحقة بسبعة أجهزة كمبيوتر ومسجلات، والذى نفى أن يكونوا كمحققين قد استخدموا أخبارا مزيفة للضغط على المعتقلين. وعندما سألنا إحدى المسئولات الأمنيات رفيعات المستوى والتى رافقتنا فى معظم الجولة عما إذا كان تم إخبار المعتقلين بفوز «بوش» أم لا.. أجابت: لا، وعندما سألتها: هل أخبرتموهم عن وفاة الرئيس عرفات أجابت: نعم، لقد قلنا لهم هذا، وتطوعت بإطلاعنا على لوحات إرشادية تحمل أخبار وصور المرشحين للرئاسة فى أفغانستان، وهى أشبه بمجلة الحائط المدرسية، وضعت عليها صور وأسماء «حميد قرضاى» وغيره من المرشحين وسط إحدى ساحات أحد المعسكرات التى يقطنها المعتقلون المتعاونون. وفى الوقت ذاته، فإن المحلل الأمنى الذى التقينا به عاد وأكد أن استمرار التحقيق مع المعتقلين مفيد «أشبه بتقشير البصل» كل قشرة تحتها قشرة أخرى، وأن التحقيقات مع البعض تتراوح ما بين تحقيق يومى أو أسبوعى، وأن لديهم نظام مراجعة الترجمة مرة ثانية، كما يتم تحليل حركة الجسم ولغة التعبيرات على الوجه، وتتفاوت الأمور بين المعتقلين.

حنـان البدرى

Saturday, July 12, 2008

مخطط تمزيق السودان يبدأ بتهديد دولي بملاحقة البشير

حذرت منه الخليج قبل 4 أعوام
مخطط تمزيق السودان يبدأ بتهديد دولي بملاحقة البشير
12/07/2008
واشنطن حنان البدري:


لم يكن إعلان كبير المدعين في المحكمة الجنائية الدولية، اعتزامه استصدار أمر قضائي باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم تطهير عرقي، مفاجأة للمطلعين على نوايا واشنطن خاصة، والغرب عامة تجاه هذا البلد العربي الوحيد الذي يمتد في عمق القارة الإفريقية. وإذا كان غزو العراق قد تم التخطيط له منذ الثمانينات في القرن الماضي، وأثار الأمر سخرية كثيرين رأوا لا معقوليته، فإن مخطط تقسيم وتجزئة السودان أعد منذ تسعينات القرن الماضي أيضاً، ومع صدور مثل هذا الأمر القضائي، فلا بد أن يتريث العرب، وأن يعيدوا قراءة الموقف بما يتناسب وخطورته.

قبل أربع سنوات نشرت “الخليج” سلسلة تحقيقات تحت عنوان “متوالية تقسيم السودان”، أظهرت معها خريطة التقسيم المزمع، أي تجزئة أكبر قطر عربي وإفريقي مساحة وتنوعاً جغرافياً وعرقياً إلى دويلات، دارفور (غرب) والجنوب والبجا (شرق) أما الدويلة الرابعة فستكون عربية في الشمال الأقل ثروة وموارد. ويهدف هذا المخطط لخدمة “إسرائيل” أولاً وأخيراً، وحرمان العرب من أن يكون السودان الغني بأراضيه الخصبة وموارد المياه “سلة الغذاء العربية”، ومحاصرة واستهداف قلب العروبة مصر، بالتحكم في مصدر حياتها، أي مياه النيل، ودفعها لأن تضطر إلى شراء مياه النيل بعد اجتراح قوانين جديدة بتقنين حصص الدول المتشاطئة القديمة والدويلات الجديدة. وقد بدأت عجلة التقنين باجتماعات ومناقشات جرى بعضها في سويسرا بدعاوى ومزاعم لم تخف فيها أغراض الغرب، ولا المقترحات التي وضعها “إسرائيليون”.

وبغض النظر عن السعي الحثيث والممتد لأكثر من عقدين من قبل جهات ومصالح غربية باتجاه السودان، بدءاً من تكثيف الحملات الاعلامية التي ضخمت ما يحدث بدارفور لدرجة تحويله إلى قضية “تطهير عرقي”، بعد ان تخطوا عقبة أن السودانيين جميعهم في دارفور مسلمون، وبالتالي لم يتمكنوا من تحويل القضية إلى قضية اضطهاد ديني كما فعلوا في جنوب السودان الأرض الخصبة للبشر، أو قيام أشخاص بعينهم تولوا مسؤولية الحشد الدولي ضد السودان بمن فيهم المدعو برندير جاست الذي تفرغ لمشروع أطق عليه “كفاية” من أجل ما يزعم أنه لوقف الجرائم ضد الانسانية في دارفور، وقبلها كانت له يد في مشروع جنوب السودان.

بغض النظر عن التطرق لكثير من التفاصيل التي تحمل أدلة على صحة هذا المخطط طويل المدى لعزل السودان ومحاصرة مصر والانقضاض على القارة الإفريقية بكل مقدراتها وثرواتها، فإن المفارقات الصارخة التي يجب أن نتوقف عندها هي اعلان رئيس الادعاء بالمحكمة الجنائية اعتزامه طلب اعتقال رئيس دولة عربية للمرة الأولى وتسليمه للمحكمة في لاهاي، في نفس اليوم الذي أرسل فيه وزير العدل الأمريكي مايكل موكاسي خطاباً إلى رئيس اللجنة القضائية بمجلس النواب النائب جون كونيرز يبلغه فيه بأنه سيكون من غير العدل أو الواقعية تعيين محققين أو فتح تحقيق مع مسؤولي ادارة الرئيس جورج بوش الذين وافقوا على استخدام الوسائل العنيفة وهو لفظ مخفف للتعذيب ضد معتقلين في السجون السرية الأمريكية أو في جوانتانامو سيئ السمعة.

والمفارقة الأخرى تتمثل في تشجيع الولايات المتحدة الرافضة أساساً للمحكمة الجنائية الدولية خشية تقديم أمريكيين بسبب جرائمهم ضد الانسانية في العراق وأفغانستان وجوانتانامو، على ان تخول مجلس الأمن الدولي بدعم المحكمة الجنائية في لاهاي في ما يتعلق بالسودان ودارفور.

هذا في الوقت الذي تخفي فيه واشنطن وثيقة مهمة أصدرتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر وسلمتها الى حكومة بوش والى وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) تقر فيها بأن الانتهاكان في سجون واشنطن السرية وفي جوانتانامو هي “جرائم حرب”، وتحديداً تلك الوسائل التي استخدمت مع من تصفهم واشنطن بأنهم من كبار رجال القاعدة مثل أبوزبيدة ومخططي احداث 11 سبتمبر/ايلول 2001 مثل خالد شيخ محمد الذي سمح لمسؤولي الصليب الأحمر بالاجتماع بهم مع منع اللجنة الدولية في الوقت نفسه من تفقد السجون السرية، وفي وثيقة الصليب الأحمر والتي لم تنشر في العلن بعد سوى في كتاب مهم سيصدر الاسبوع المقبل للمحررة جين ماير من مجلة “نيويوركر” تحت اسم “الجانب المظلم” كيف تحولت الحرب مع الارهاب الى حرب على المبادئ الأمريكية، وعودة لوثيقة الصليب الأحمر سنجد فيها تفاصيل الانتهاكات اللاإنسانية وما وصفته الوثيقة بأنه جرائم حرب، بما فيها تعريض ابوزبيدة على سبيل المثال للإغراق في المياه عشر مرات في الاسبوع، وأحياناً ثلاث مرات في اليوم الواحد. أو ترك خالد شيخ محمد عارياً تماماً لمدة شهد في زنزانة يتم فيها تعريضه لدرجات حرارة باردة للغاية ودرجات حرارة مرتفعة جداً.

إن هذه الوثيقة التي تثمل إدانة تجعل من كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية عرضة للاتهام بجرائم الحرب والانتهاكات اللاإنسانية، وهو هنا وضع لا يستثني أحداً بل يطول الرئيس الأمريكي ونائبه ديك تشيني ورجال مجلس أمنه القومي وكذلك مسؤولي العدل والاستخبارات وبينهم وزير العدل السابق البرتو جونزاليس. وذلك باعتبارهم مسؤولين عن إصدار الأوامر بالتعذيب، وهنا فالرئيس الأمريكي لا يمكن استثناؤه باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة، وكذلك رجاله الذين أقروا بقانونية استخدام وسائل التعذيب.

هذا الوضع ينطبق أيضاً على ما حدث بالعراق بدءاً من أبو غريب ومروراً بممارسات المرتزقة وشركاتهم والمعروفين باسم (المتعاقدون) ضد نساء وأطفال ورجال العراق.

وإذا كان الموقف من الرئيس السوداني عمر البشير مقدرا من قبل حسب المخطط المكتوب سلفا، بعيداً عن نظرية المؤامرة، وكانت المسألة مجرد مسألة وقت لتحريك المجتمع الدولي والقانون الدولي نحو خطوة كهذه، فإن قيام البشير مؤخراً بالقسم ثلاث مرات بألا يتم تسليم أي سوداني للمحاكمة الدولية، بل قيامه بتحدي طلب سابق من المحكمة بتسليم شخصين، وذلك بتعيين أحدهما وهو أحمد هارون للإشراف على قوات حفظ السلام ومجهودات الاغاثة الدولية في دارفور، كان الظرف الأمثل الذي توفر لمحركي هذا المخطط للدفع نحو تفعيله.

وبالطبع، فإن الموقف الامريكي ومعه موقف معظم الدول الاعضاء في مجلس الأمن الدولي والذين اجتمعوا مؤخراً لمناقشة “وضع دارفور” سيكون باتجاه السماح للمحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق فيما يطلق عليه “جرائم الحرب في دارفور”.

وبالطبع، فإن الأمر سيسير بالتوازي وحملات إعلانية ضخمة تتحدث عن جهود بوش ومحاولاته المستميتة مع البشير والنظام السوداني لحثهما على السماح لقوات حفظ السلام للقيام بدورها في دارفور.

على أية حال، فإن التطورات وصلت الى حد يلزم الدول العربية وجامعتها، ومصر تحديداً على التحرك وبأسرع وقت ممكن لانقاذ ما يمكن انقاذه، لأنه كما يظهر فإن وتيرة الالتفاف حول السودان وتمزيقه ونزع الهوية الاسلامية والعربية عن معظمه تبدو وقد تسارعت.

وعلى مصر التي خسرت على مدى العقود القليلة الماضية معظم نفوذها الذي كان في وقت من الاوقات هو الأقوى في القارة الافريقية، ان تتعامل مع هذا الوضع باعتباره تهديداً هو الأخطر على أمنها القومي، لأنه إذا تعاملت مع الموقف شأنها شأن الساعي نحو تهدئة الأمور وعدم الدخول في صراعات مع الاقوياء، فساعتها ستكون العواقب وخيمة بحق.

Wednesday, February 13, 2008

كيف يتحكم اللوبي اليهودي في توجهات مرشحي الرئاسة؟

2008-02-13

كيف يتحكم اللوبي اليهودي في توجهات مرشحي الرئاسة؟

واشنطن - حنان البدري

منذ ان بدأ المرشحون للرئاسة الأمريكية حملاتهم الانتخابية، بدأ لوبي “إسرائيل” في الولايات المتحدة نشاطاً اصبح تقليدياً ومنذ عقود،، لضخ مستشارين ورجال محسوبين عليه وعلى توجهاته، وهو التلقيد الذي كان منذ الستينات وحتى السبعينات يرتكز في أوساط الديمقراطيين، ثم اتسع ليشمل الجمهوريين بعد أن ايقن هذا اللوبي انه من أجل انجاح خططه ينبغي أن تمتد سيطرتهم على الجزبين اللذين يتداولان السلطة والبيت الأبيض وزعامة الكونجرس، وقد نجحوا بالفعل في مد هذه السيطرة على كافة المستويات وهي السيطرة التدريجية التي بدأت باستغلال فرصة تاريخية اتاحتها انتفاضة الأمريكيين من اصول افريقية في الستينات حيث كان اليهود اكثر الفئات والاقليات التي جنت نتاج غضب ومطالبات الملونين الأمريكيين، فقفزوا الى صنع القرار في أوساط الليبراليين وبالتالي الحزب الديمقراطي، ثم اتخذوا خطوات استراتيجية قربتهم مع تداعيات حرب 73 وازمة النفط من الحزب الجمهوري مثل الزج تدريجياً بيهود امريكيين للترشح لانتخابات الكونجرس، وبعدما نجحت هذه الخطوة تبعتها خطوات تالية أوسع واشمل طوقت في نهاية الأمر صنع القرار الأمريكي لا سيما ما يتعلق بالسياسات الخارجية، فصار الناخب اليهودي ووسائل الاعلام وتبرعات الشركات الكبرى المحكومة يهودياً تمثل زخماً يحرص كل مرشح على أن يخطب وده لضمان نجاحه، ونجح اليهود الأمريكيون في أن يتصدروا أعلى نسبة اقليات تقبل على التصويت وتطيع توجهات اللوبي في بلد هو بالاساس عبارة عن مهاجرين قدموا من مختلف أنحاء العالم.

اذا تفحصنا بعمق مقولة السياسي المخضرم زبجنيو بريجينسكي مستشار مجلس الأمن الأمريكي الأسبق حول علاقة المرشحين بأصوات اليهود، قد نجد تفسيراً أوضح للدور الذي يلعبه الصوت اليهودي الأمريكي في هذه الانتخابات، بريجينسكي قال “إن مرشحي الرئاسة وجدوا أنه لا فائدة في التحدث عن “إسرائيل” أو الفلسطينيين، لكنهم وجدوا أن هناك عائداً طيباً يمكن ان يجنى عندما يقومون بتأييد “إسرائيل” لآخر مدى حتى ولو كانت “إسرائيل” محتلة للضفة الغربية، وهو أمر يعد على المستوى الاخلاقي والاستراتيجي بمثابة افلاس”.

وبالتالي فإن سباقاً متوازياً من الجانبين يستمر لإرضاء “إسرائيل”، فاليهود الأمريكيون ومنظماتهم ولوبي “إسرائيل” وكلهم يقفون في نهاية الأمر على جبهة واحدة ويحرصون ومنذ عقود كما اسلفنا على الزج بيهود متخصصين ليكونوا ضمن فرق المرشحين لحملات الرئاسة، بل ايضاً في حملات الانتخابات التشريعية بالكونجرس، والتي تنتهي عادة بسيطرة رأي هذه الجبهة بشكل مستمر، إذ إن الزج يكون تصاعدياً بدءاً من مئات من مساعدي أعضاء الكونجرس من الشباب اليهودي المتحمس، وحتى كبار مستشاري السياسات الخارجية والاقتصاد. واذا تفحصنا سجلات الحملات الانتخابية للرئاسة سنجد دوراً واضحاً لهؤلاء لضمان ولاء المرشح للوصول الى البيت الأبيض “لإسرائيل” بشكل كامل.

ونتوقف هنا عند واقعة قيام الرئيس الجمهوري الأسبق جورج بوش الأب ومعه وزير خارجيته آنذاك جيمس بيكر بمعارضة بعض ما ارادته “إسرائيل” لا سيما مطالبته بوقف الاستيطان، وكان نتيجة ذلك معارضة اللوبي له في حملته الثانية للرئاسة أمام الرئيس السابق بيل كلينتون والذي فاز في هذه الانتخابات وبعدها بثماني سنوات استوعب فريق حملة جورج بوش الابن ما حدث. ووجدنا هذا الأخير يحرص على زيارة “إسرائيل” قبيل حملته الانتخابية للرئاسة، مبدياً التعاطف والولاء، فحصل على الرضى الذي مكنه إضافة لظروف تتعلق بالرأي العام الأمريكي الراغب في التغيير وقتها من الوصول الى البيت الأبيض على الرغم من قوة حملة منافسه وقتها نائب الرئيس الأسبق الديمقراطي آل جور.

والأمر اللافت هنا هو حصول اللوبي اليهودي الى درجة من القوة والتأثير على المرشحين جعلتهم ينتقون وبعناية المرشحين الأكثر حظاً للدفع بمستشارين يهود ضمن فريق حملتهم وتجنب هؤلاء الأقل حظاً مع وضع مستشارين احتياطيين لمعالجة الأمر في حالة لعب الحظ بشكل مفاجئ لمصلحة هؤلاء الذين تقل فرص نجاحهم، واذا نظرنا الى هؤلاء المستشارين الدين تم تجنيدهم لحملات المرشحين الأوفر حظاً في الانتخابات الحالية لوجدنا تكريساً لسياسة اللوبي اليهودي لدرجة قيام المرشحين للرئاسة سواء الديمقراطيون أو الجمهوريون بإعلان تأييدهم المطلق “لإسرائيل”.

فعلى الجانب الديمقراطي سنجد قيام كل من هيلاري كلينتون وباراك اوباما وكذلك المرشح المنسحب جون ادواردز قد اعلنوا تأييدهم “لإسرائيل” في البداية وستجد أن كلاً من هيلاري واوباما قاما بتعيين مستشارين لشؤون السياسة الخارجية معروفين بتأييدهم للكيان، وفيما عدا جون ادواردز الذي كان فريقه للسياسات الخارجية يخلو من اسماء مستشارين من المؤيدين “لإسرائيل” ذلك لأن فوزه بترشيح الحزب الديمقراطي لم يكن مؤكداً بعد حصوله على نسبة تأييد لم تتجاوز ال 15% لذا كان من الواضح نأي لوبي “إسرائيل” عن الزج برجالاته لحملة ادواردز الذي سرعان ما انسحب، وصدقت توقعاتهم بالنسبة لادواردز الذي كان قد قام بتعيين مستشارين معظمهم جنرالات سابقون واشخاص معروفون بارتباطاتهم بالبنتاجون وبشركات السلاح الكبرى مثل “بوينج”. وسنجد في قائمة اسماء مستشاري حملة هيلاري كلينتون اشخاصاً مثل فريدريك كيجان “من معهد أمريكان انتربرليز” الأكثر قرباً من المحافظين الجدد والتيار المسيحي الصهيوني، وجاك كين الجنرال المتقاعد حديثاً وصاحب خطة التصعيد الحالية في العراق وسنجد مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية السابقة وريتشارد هولبروك السفير الأمريكي الأسبق لدى الأمم المتحدة وهو رئيس المنظمة التي تطالب بتعويض اليهود عن ممتلكاتهم التي يزعمون أنهم تركوها وراءهم في البلاد العربية، وسنجد ساندي بيرجر وزير الخارجية الأسبق بالنيابة ورئيس منظمة تدعو للسلام بين الفلسطينيين و”إسرائيل” وايضاً سنجد اسماء تمثل جيلاً جديداً من الموالين “لإسرائيل” مثل مارتن انديك السفير الأمريكي السابق لدى “إسرائيل” وهو “إسرائيلي” ولد في انجلترا وتربى في استراليا وجده هليل مؤسس الجامعة العبرية بالقدس. كما أن مارتن انديك نفسه الذي تطوع كشاب للعمل كخباز للجيش في “إسرائيل” خلال حرب ،73 كان أحد الأعضاء المهمين في “ايباك” كبرى منظمات اللوبي “الإسرائيلي” في أمريكا والذي أوكلت له مهمة إنشاء معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى وذلك من قبل رئيس “إيباك” ليصبح المعهد أحد معاقل صنع القرار الموالية ل “إسرائيل” في واشنطن، وسرعان ما تم منح انديك الجنسية الأمريكية قبل أيام من تعيينه في فريق كلينتون وضمن فريق مجلس الأمن القومي (!) وهو حالياً يترأس “مركز سبان” داخل مؤسسة بروكنجز وهو المعهد الذي اقيم بأموال مليونير يهودي “إسرائيلي” مصري الأصل.

وعودة لقائمة مستشاري هيلاري كلينتون سنجد أسماء مثل لي فاينستاين أحد مديري مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، وهو أحد المهتمين بالدعوة للدمقرطة، وآن ماري سلوتر وهي عميدة مدرسة ويدروا ويلسون للدراسات الدولية بجامعة برنستون، ولها مقال شهير حول “الواجب في منع الكوارث الانسانية ولو استلزم الامر خرق سيادة الدول” وذلك في أحد اعداد مجلة “فورين افيرز” وتحسب ماري سلوتر على تيار المحافظين الجدد المتطرف ومن آرائها المشهورة أيضاً انه في حالة عدم قدرة الامم المتحدة على التدخل في أماكن ومناطق الأزمات فالمفروض القيام “أمريكيا” بالتدخل.

أما بيتر باينارت أحد مستشاري هيلارى فهو صاحب كتاب مشهور يجيب فيه عن سؤال “لماذا الليبراليون” هم الوحيدون القادرون على كسب الحرب على الارهاب وجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى.

واذا نظرنا لفريق مستشاري باراك أوباما المرشح في سباق الديمقراطيين نحو الرئاسة سنجد السياسي المخضرم زبجنيو بريجنسكي وهو اكثر الوجوه حيادية في كل الحملات حيث ينحاز فقط للمصلحة الأمريكية وإلى جانب بريجنسكي سنجد على قائمة اوباما اشخاصاً مثل دينس روس وهو حالياً بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى.

وكان روس جمهورياً بالاساس وهو الجمهوري الوحيد الذي عينته ادارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون لقيادة عملية السلام في الخارجية وسنجد سوزان رايس من معهد بروكنجز وريتشارد كلارلو المسؤول السابق عن مكافحة الارهاب أثناء وفي أعقاب 11/9 وسنجد لورانس كورب مساعد وزير الدفاع الأسبق.

أما اذا تحولنا إلى قوائم المستشارين للمرشحين الجمهوريين سنجد أن جون ماكين قد استعان في البداية بأسماء سرعان ما طرأ عليها التغيير جزئياً حيث بدأ مع لورانس ايجل بيرجر وبرنت سكوكروفت مستشار مجلس الأمن القومي الأسبق، ولكن بعد فترة نجح المحافظون الجدد في حملة جون ماكين في احلال أشخاص اكثر تطرفاً مكان هؤلاء، من ضمن الجدد الذين حلوا على قائمة مستشاري ماكين فاكس بوت وهو يميني صهيوني متطرف، وهنري كيسنجر وروبرت كيجان المؤيد للتوسع العسكري الأمريكي لا سيما في الشرق الاوسط. وسنجد وليم كريستول صاحب المقالات الشهيرة في “الويكلي ستاندرد” الصحيفة اليمينية الصهيونية، وجيمس ويلزي وهو أحد أبرز رموز المحافظين الجدد والمعروف بعدائه للعرب وللمسلمين، وسنجد ايضا الكسندر هيج وهو جنرال ووزير سابق ومن المحافظين الجدد، وسنجد ماكس بوت وهو يميني ومن آرائه الشهيرة انه ينبغي على الولايات المتحدة تنفيذ خطة بالعراق شبيهة بما فعلته واشنطن في السلفادور بأمريكا اللاتينية سابقاً، أي “تشكيل ميليشيات” وهو رأي كارثي في حد ذاته إذ ان تشكيل الولايات المتحدة لميليشيات السلفادور كما هو معروف أسفر عن مقل 70 ألف مدني.

وما زلنا في قائمة مستشاري بقية المرشحين الجمهوريين المستمرين في السباق والمنسحبين حيث سنجد للوبي “الإسرائيلي” ممثلين لدى هؤلاء مثل رومني المنسحب الذي عين اشخاصاً مثل دان سينور هو صهيوني الهوى والهوية، وكوفر بلاك وهو موظف كبير سابق في ال “سي آي ايه” وحالياً يشغل نائب رئيس مجلس ادارة شركة “بلاك ووتر” سيئة السمعة المسؤولة عن تعيينات المرتزقة بالعراق وافغانستان.

وبالنسبة للمرشح الجمهوري المنسحب فريد تومسون وهو “ممثل” أمريكي وجدنا كيف دعم فريقه بأشخاص مثل ماري ماتلين اللوبيست الجمهورية الشهيرة وهي في الأصل كانت تعمل في صالون حلاقة واكتشفتها زوجة أحد أعضاء الكونجرس فقدمتها لزوجها وسرعان ما أصبحت كاتبة لخطاباته وانتهت بعدها حرفة “اللوبنيج” للحزب الجمهوري، وكان تومسون قد ضم لفريقه مستشارين مثل “ليز تشيني” ابنة ديك تشيني ومساعدة وزير الخارجية السابقة وسبينسر ابراهام وزير الطاقة الأمريكي الأسبق و”هو من أصول عربية”.

وبينما تظل الاسماء المسؤولة عن ملف الشؤون الخارجية لدى مرشحين مثل هاكابي الجمهوري الذي قفز اسمه مرة أو مرتين ثم عاد الى ذيل قائمة المرشحين الجمهوريين وبينما تظل أسماء مستشاريه غير معروفة، نجد المرشح الاسبق الجمهوري رودي جولياني وقد ضرب الرقم القياسي في نسبة المتطرفين وذوي الميول اليمينية والصهيونية المتطرفة الذين يتولون المناصب الاستشارية في حملته فوجدنا اشخاصاً مثل دانيال بايبس اليهودي المتطرف المعروف كعدو أول للمسلمين والعرب في أمريكا، ونورمان بودهورتز أبو حركة المحافظين الجدد، صاحب كتاب الحرب العالمية الرابعة كيف تكسب الحرب على الاسلام الفاشيستي، وفيه يشرح كيف أن الهدف الحقيقي في العراق، ويدافع عن الرئيس بوش العظيم. ووجدنا مارتن كريمر الاستاذ في جامعة هارفارد الذي يروج مزاعم بأن الدول الاسلامية لا يمكن أن تتماشى ومبادئ الحرية والتقدم، وانه عندما تشجع الولايات المتحدة الديمقراطية في هذه الدول فإن الأمر يصبح اكثر سوءاً للمصالح الأمريكية “الاسرائيلية”، اما بيتر بيرووتز من من معهد هوفر فهو يتبنى الرأي نفسه وروج له في مقالات نشرتها صحيفة “هاآرتس” العبرية.

كانت هذه لمحة سريعة ومختصرة في هوية هؤلاء الذين زجت بهم منظمات اللوبي “الاسرائيلي” الأمريكي لحملات المرشحين للرئاسة وهو كما سبق وأشرنا جهد مواز لجهد آخر بات المرشحون انفسهم يحرصون عليه لضمان أصوات اليهود الأمريكية الذين تؤثر اصواتهم وايضاً تبرعاتهم في مصير المرشحين، ويكفي ان ننظر الى مقال نشره مؤخراً الاكاديميان الشهيران جون ميرشايمر وستيفن والت وهما استاذان بجامعتي شيكاغو وهارفارد وصاحبا التقرير الشهير عن نفوذ اللوبي “الاسرائيلي” في القرار الأمريكي، لقد نشرا مقالا قبل اسابيع تم تعمد تجاهله، اكد فيه على أن المرشحين في الانتخابات الرئاسية اصبحوا يحرصون على اظهار الولاء العميق لدولة “إسرائيل” والتزامهم الكامل بالعلاقة الخاصة ل”اسرائيل” مع واشنطن والتزامهم بمنح “إسرائيل” التأييد الدبلوماسي والمادي والعسكري، واستمرار المساعدات الامريكية السنوية ل “إسرائيل” 3 مليارات دولار ذلك على الرغم من ان ترتيب “إسرائيل” ال 29 على مستوى العالم من حيث الدخل، واكد ميرشايمر ووالت أن هذا التأييد بلا شروط وبلا حدود، وانه لا يوجد أحد يجرؤ على انتقاد سلوكيات “إسرائيل” حتى لو تهدد المصلحة الأمريكية أو تعارضت سلوكياتهم مع المبادئ والقيم الأمريكية. وان المرشحين السياسيين ليس فقط لمقعد البيت الأبيض بل للكونجرس والمناصب السياسية الكبرى يشعرون بالخوف من انتقاد “إسرائيل” لأن ذلك يجعلهم عرضة لهجوم جماعات الضغط واللوبي والانقلاب عليهم، وانه حتى لو حدث وانتقد أحد المرشحين “إسرائيل” بحسن نية، فإن اصدقاء “إسرائيل” في وسائل الإعلام الأمريكية سيسارعون بمهاجمتهم وستصبح تبرعات لحملة هذا المرشح عرضة للسحب.

وذكر الاكاديميان في مقالتهما بمثال المرشح هوارد دين للانتخابات الماضية وكيف ان موقفه وبعض تعليقاته الحيادية قد حولته الى معاد “لإسرائيل” ولم يشفع له أن رئيس حملته كان رئيساً سابقاً “لايباك” وسرعان ما تم التغلب عليه، وان مرشحي 2008 يحرصون على التباري لإثبات أنهم افضل اصدقاء “لإسرائيل”.

على أية حال فإنه وبنظرة متفحصة لما قاله النافذون في واشنطن أمام مؤتمر المحافظين في واشنطن قبل أيام وعلى رأسهم الرئيس بوش نفسه وديك تشيني وكذلك مرشح الرئاسة الجمهوري جون ماكين وهو الاوفر حظاً سنجد الى أي مدى سعى الخارجون من البيت الأبيض، والساعون اليه الى إرضاء أكثر اجنحة المحافظين تطرفاً في الولاء “لإسرائيل”، ذلك على الرغم من استيعاب بعضهم مثل ماكين وغيره ولا اقول ديك تشيني أو بوش، لعدم رضى الرأي العام عن حروب ذهبت بأموال دافع الضرائب الأمريكي لصناع السلاح وبأرواح ابنائهم الى الفناء تحت مسميات الحرب على الارهاب والإسلام تارة، وغزوات من دون مبرر تارة أخرى.

Saturday, January 19, 2008

بوش : العرب يروننى صانعا للحرب ومحبا لإسرائيل لكن كل قراراتى لحماية أمريكا

بوش : العرب يروننى صانعا للحرب ومحبا لإسرائيل لكن كل قراراتى لحماية أمريكا
والسلام

كتبت : حنان البدري

لعلها المرة الأولى التى يعترف فيها الرئيس الأمريكى بمعرفته بمشاعر الشارع العربى والإسلامى تجاهه، باعتباره «صانع حرب» ومواليا ومحبا ولهان لإسرائيل. «أنا متأكد أن الناس ينظرون إلى كمحب للحرب، بينما أنظر لنفسى على أننى صانع سلام، وهم ينظرون إلى كموال لإسرائيل فى نفس الوقت الذى أجد نفسى أول رئيس أمريكى نطق بحل الدولتين .
كلمات بوش تلك والتى وجهها بالأساس للرأى العام الأمريكى جاءت فى الوقت الذى كشف فيه عن أسوأ تقييم لأدائه وأداء إداراته منذ وصوله للحكم، والغريب أن الرئيس بوش جادل ردا على سؤال بأن العرب والأمريكيين على السواء لا ينظرون إليه كصانع للسلام، جادل بأن الكلمة فى نهاية الأمر ستكون للتاريخ، وبأنه يؤمن بأن القرارات التى اتخذها كانت ضرورية لحماية أمريكا وصنع قاعدة للسلام .. بوش الذى أحزنه أن تصله شكاوى من رجال أعمال عرب من مشاكل تعرقل استثماراتهم فى أمريكا أو دراسة أبنائهم، ومن ارتفاع سعر البترول، ما يقلقه سوى رغبة إدارته فى الحصول على أقصى ما يمكنه من القاهرة تجاه قضايا بعينها، والتأييد المطلق لتوجهاته لمحاصرة إيران وسوريا وحماس ولا بأس من التلويح بعدم قدرته على فعل شىء فيما يتعلق بالمساعدات الأمريكية لمصر، نظرا لأن الأمور كلها لا تكون بيده، بل بيد الكونجرس أيضا الذى يرغب فى رؤية الديمقراطية والحرية تتحقق على يد المصريين وفق زعمهم!

عما إذا كانت المساعدات الاقتصادية لمصر ذات جدوى، أم أنه حان الوقت للاستغناء عن هذه «الفكة»، لاسيما أنه من السهل جدا تعويضها، يكفى أن تزيد مصر سعر تأشيرات الزيارة، وبحسبة أخرى صغيرة سنجد أن فرض رسوم إضافية لتأمين وحماية البيئة- وهى حقنا- على السفن النووية ( الأمريكية) التى تعبر قناة السويس دوما، فى الوقت التى تمنع دول كبرى حليفة للولايات المتحدة مرور مثل هذه السفن بالقرب منها ، أمر ضرورى. باختصار فإن العلاقات المصرية - الأمريكية بغض النظر عن الانتخابات الرئاسية فى واشنطن وعن هوية القادم الجديد إلى البيت الأبيض، تسير باتجاه يستلزم على المصريين التوقف برهة واتخاذ قرارات وسياسات مستقلة ومختلفة عما دأبت عليه فى الماضى القريب، لأن المتوقع وعلى مدى السنوات القليلة القادمة لا يدعو أبدا إلى التفاؤل.


Saturday, January 05, 2008

خريطة المصالح الأمريكية فى زيارة بوش للشرق الأوسط


كتبت : حنان البدري


ا يدهشنى كثيراً ما ردده الرئيس الأمريكى جورج بوش حال وصوله لإسرائيل، فتأكيده يهودية إسرائيل، وضرورة حماية أمنها، ليس بالشىء الجديد وسبق أن قاله مراراً، ما يدهش المرء حقاً هو إصرار البعض فى مصر وعالمنا العربى على لوم الرئيس الأمريكى ومخاطبته بلغة لا يعرفها لا الرئيس بوش، ولا الأمريكان، فالشهامة نبل العربى، واستعطافه لتبنى جانبى الحق والعدل، كلها أشياء وثقافة لا يفهمها بوش ولا إدارته ولا الكونجرس، ولا أحد فى أمريكا يفهم سوى لغة المصالح، ويكفى أن نتذكر هنا كيف تراجع الكونجرس الأمريكى وبسرعة «ولحس» مشروع قانون حول مذابح الأرمن، وكيف تحركت الإدارة الأمريكية وبسرعة لتلافى غضب تركيا، ولم يكن فى الأمر سر، إذا تحدثت أنقرة باللغة التى تفهمها واشنطن وهى لغة المصلحة، مصلحة الولايات المتحدة فى علاقات جيدة مع تركيا التى تتاخم العراق، وتفتح مجالها الجوى للطيران العسكرى الأمريكى، وتمتلك دفة الأمور فى موقع استراتيجى مهم للمصالح الأمريكية.

الاعتذار الأمريكى جاء سريعاً ومعه هدية استرضاء تتمثل فى معلومات استخباراتية مستمرة، ووافية عن أكراد تركيا المنشقين فى شمال العراق، ولن أتوقف كثيراً عند مثال تركيا، ولكن إذا استعرضنا زيارة الرئيس الأمريكى للمنطقة، وهى الأولى لإسرائيل كرئيس سبق أن زارها حين كان مرشحاً للرئاسة، وطبعاً معروف السبب.. سنجد قضايا رئيسية وأساسية تمثل مصالح الولايات المتحدة التى يريد الرئيس الأمريكى وإدارته التأكد من سيرها وفق ما يخططونه ضمن مصالح أمريكية محددة، وللعلم فهى مصالح تحدد سلفاً ووفق خطة عامة للأمن والمصالح القومية، تحدد قبل عقد على الأقل، وتكون وظيفة الإدارة الأمريكية- أيا كانت- تنفيذها ويجوز أن تضيف أو تصبغ هذا التنفيذ بنكهة أدائها.. كالحال فى إدارة بوش وتشينى التى تؤمن بأسلوب فرد العضلات مع بعض من الصلف والبطش أحياناً كثيرة، لكن عليها دوماً ألا تحيد عن تنفيذ الهدف الرئيسى فى توسيع مدى زمام النفوذ الأمريكى العالمى باتجاه الشرق وحتى شمالى شرق العالم مروراً بطريق الحرير ووصولاً للصين، لاستكمال مشروع إمبراطورية أمريكية سياسية واقتصادية وعسكرية ممتدة حول العالم. أيضاً كمثال على هذا رأينا كيف أنه فى عهد الرئيس السابق بيل كلينتون جرى تقسيم وتوزيع مناطق العالم تحت إدارات عسكرية بوزارة الدفاع البنتاجون، كل منها تختص بمتابعة جزء من العالم.. وأضيف إليها مؤخراً فى عهد بوش قيادة أفريقيا لتنضم للقيادة المركزية والأوروبية واللاتينية.. إلخ.

عودة لزيارة الرئيس بوش للمنطقة سنجده وقد حددت أمامه أهدافها، وهو فى تصريحاته لم يخض فى التفاصيل التى قد تحرج بعضا من حلفائه لاسيما فى الخليج، لكنه كان واضحاً، فالملف الأول والأهم هو إيران وخطر إيران، وهو الموضوع الأهم الذى استعرضه الإسرائيليون الذين عرضوا عليه أفكارهم حول كيفية مواجهة إيران، عرضوا عليه بعض ما يقولون أنه معلومات حول نووى إيران، وليس خافياً ما ردده إسرائيليون آخرون حول محاولتهم لإقناع بوش، بأن ضربة استباقية ضد المواقع النووية فى إيران، يمكن أن تكون فاعلة فى حالة فشل الجهود الدبلوماسية، والواقع أن إسرائيل من أجل إنجاح هذه المحاولة، على الرغم من إشارة أمريكية خطيرة بتفهمها لقناعات تل أبيب، بادرت بالتحذير من احتمال لجوئها إلى حلفائها الأوروبيين إذا لم تبادر واشنطن بتبنى وجهة النظر الإسرائيلية، وهو التحذير الذى جاء فى صيغة تصريحات إسرائيلية، تزعم بأن مدى الصواريخ الإيرانية بات يهدد أوروبا، أما الإشارة الخطيرة فقد كانت فى إعلان سلاح الطيران الأمريكى بنجاح تجربته فى تركيب قنبلتين على متن طائرات الشبح من طراز B- 2، والقنبلتان من نوع «أم القنابل»، أكبر القنابل بالعالم تزن الواحدة منها ثلاثين ألف رطل، وهى مصممة لتدمير الملاجئ الآمنة تحت الأرض، الإشارة وإن كانت واضحة وهى أن هذا الإنجاز يمكن أن يستخدم لتدمير برنامج إيران النووى إذا اقتضت الضرورة، والضرورة هنا ليست استمرار البرنامج النووى الإيرانى من عدمه، بل فى حتمية التخلص من النظام الإيرانى الحالى، ووجود جميع الاحتمالات على الطاولة بدءاً من إحداث التغيير داخلياً، وحتى قيام الشرطى الأمريكى والغربى بالمنطقة، أى إسرائيل بالضربة نيابة عن واشنطن، بالطبع فإن إسرائيل لن تبذل جهداً كبيراً للحصول على وعد أمريكى بهذا التخويل فى عملية السلام، أى الهدف الثانى للرئيس الأمريكى، فهو مصلحة أمريكية أخرى تتمثل فى رغبة واشنطن فى رؤية «هدوء نسبى» مطلوب بالمنطقة لتتفرغ لمشروعها الكبير، لذا فبوش لن يردد أكثر من أمنية بحدوث سلام- «فى الحقيقة هدوء نسبى»- قبل نهاية مدته، ولا بأس من استخدام عبارات تحمل مطالبات بإزالة «شوية» مستوطنات متحركة يسارع الإسرائيليون بصنعها ثم استخدامها - كورقة تنازل غالية- وبالطبع كلام بوش حول المستوطنات لا يمس مستوطناتهم غير الشرعية والكبيرة بالضفة والقدس الشرقية.
وسوف يحصل الرئيس الأمريكى على ما يريد من العرب على الأقل، فهو يريدهم أن يتحملوا التكلفة المالية للسلام المفترض، وقبلها المسئولية عن تهدئة الأمور على الجانب الفلسطينى، وإزالة ما يزعج إسرائيل، والأهم هو قبول التسوية أى فرض التسوية والتطبيع العربى الكامل مع إسرائيل لإظهار حسن النية(!)- إن بوش الذى استقبلته إسرائيل استقبال الأبطال، استحق عن جدارة هذا الاستقبال الحار كيف لا، وهو الرئيس الأمريكى الأكثر وفاءً وحباً لإسرائيل- حسب إعلان زعماء إسرائيل أنفسهم- فهو الرئيس الأمريكى الأول الذى تم فى عهده وعلى يده، إعادة تعريف الصراع العربى الإسرائيلى، وألغيت أتوماتيكياً بموجب ذلك فعالية القرارات الدولية وشرعيتها، وتحولت إلى أرقام تضاف أحياناً إلى الخطابات الرسمية لا أكثر ولا أقل.

سمعنا للمرة الأولى عن خارطة الطريق وحل الدولتين،وهى التعريفات الجديدة التى حلت محل الشرعية الدولية، واستخدمت فى صياغة ما أوحى بتحقيق العدالة «لفظياً فقط» للفلسطينيين، وصدق العرب، الأمر الذى كان لا يخرج عن كونه تصوراً إسرائيلياً بالأساس، لذا إذا خرج بوش من هذه الزيارة بوعد عربى بالتطبيع وتحميل العرب العبء المالى للتمويل، مقدماً لتسوية غير محددة، فستكون بذلك قد سقطت آخر أوراق اللعبة من أيدى العرب، وفى كل الأحوال سينتظرون سلاماً لن يحدث إلا ما بين أعوام 2020- 2040- إن أحيانا الله- ليكون عمر الصراع قد اقترب من قرنه الأول «مائة عام» ليختفى موتاً وقضاءً وقهراً، هؤلاء الذين لايزالون يحملون بأيديهم مفاتيح منازلهم التى طردوا منها فى حيفا ويافا ونابلس والقدس، وكل فلسطين، وبالتالى تسقط صفة اللاجئين التى تكرسها الدولة اليهودية، ويتم التغلب على الخط الديموجرافى، وليبقى أبناء اللاجئين وأحفادهم حيث هم وحيث لا تورث المفاتيح. أيضاً وفى زيارته لمنطقة «الخليج»، فإن بوش سيواصل الدفع بمصلحته فى تغيير النظام الحالى فى إيران، وبمصلحته المالية والدفاعية فى بناء حائط صواريخ الباتريوت بالخليج وعلى حساب العرب، وهو الحائط الذى تعتبره واشنطن خط الدفاع الأول عن إسرائيل، ضد أى ضربة انتقامية إيرانية لإسرائيل، لذا حملت محطات بوش بالخليج التوقف لتفقد القوات الأمريكية بالكويت والبحرين وغيرهما.
بوش لن يترك ورقة الديمقراطية التى سبق أن استخدمتها إدارته طويلاً، حيث سيتوقف للتحدث عنها فى أبو ظبى، وضمن برنامجه لقاء نساء عربيات بالكويت قبيل توقفه الطويل بالسعودية، وهو اللقاء الذى يكاد يكون رسالة مكشوفة واستباقية للسعودية حول أحوال نسائها لاسيما بعد حادثة الفتاة المغتصبة.. ولا يمنع أن يكون ملفاً آخر سيهتم الرئيس الأمريكى به، وهو الملف الأزمة فى باكستان ضمن ملفات البحث مع السعوديين الذين تربطهم صلات عسكرية قديمة ووطيدة مع إسلام آباد.

إذا كانت هذه هى خارطة مصالح واشنطن التى سيناقشها الرئيس الأمريكى فى جولته ببلادنا، فإن السؤال الذى يبادرنا هنا عن خارطة مصالحنا نحن، ويكفينا أن نتأمل تصريحات كونداليزا رايس المتضاربة لكل من الـ BBC، ثم صحيفة الجوريزاليم بوست حول مصر، وانتقاداتها لجهود مصر فى مراقبة حدودها ثم عرضها تقديم مساعدات لمصر لمراقبة حدودها نجد أنه أمر جد مؤسف، ويستحق وقفة حاسمة، الأمر لا يحتاج إلى موقف دفاعى، فأمريكا بجلالة قدرها غير قادرة على حماية حدودها، والتعامل مع تسلل المهاجرين من الجنوب.. وإذا نظرنا إلى باكستان، فإنها ستحصل على ما يزيد على الخمسة مليارات دولار فقط لمحاربة ما يسمى بالإرهاب فى مناطق القبائل الحدودية تصرف من الخزانة الأمريكية - للعلم صرف معظمها فى التسليح التقليدى للجيش الباكستانى ولأغراض أخرى غير محددة.. نجد أن الأمر أكثر سوءاً. ومع احترامنا لكل مصالح أمريكا وملفات بوش التى أتى بها، فإن مصالحنا أهم- وهذا بالمناسبة أمر تتفهمه الثقافة الأمريكية جيداً- قد تغتاظ منه لكنها تحترمه.. من مصلحتنا أن نشكرهم على قلة مساعداتهم الاقتصادية التى باتت بالسالب وأن نتوقف عن المطالبة باستمرار حصولنا على «بركة» هذه الملاليم ، وقد سبق وفى هذا المكان أن طالبت بأن نعتذر عن «فكة» المساعدات الأمريكية قبل أكثر من عام، وأن نطالب بزيادة المساعدات العسكرية، وساعتها يمكننا أن نعرف مصالحنا وأن نحصل على أضعاف هذه الفكة، فعبر قناتنا تمر سفنهم بحمولات تستدعى تسديدهم لمئات الملايين من الدولارات، وفق قوانين التأمين البحرى والحماية من التلوث لاسيما أن جهودنا الإقليمية لا يمكن أن تثمن سوى بمصلحة وأمن مصر القومى.



Saturday, January 27, 2007

فكة المعونة الأمريكية.. هل تحتاجها مصر

فكة المعونة الأمريكية.. هل تحتاجها مصر

كتبت : حنان البدري

يبدأ الأسبوع المقبل مسئولان مصريان كبيران زيارة مهمة وقصيرة إلى واشنطن، وبالطبع فإن أجندة هذه الزيارة التى يقوم بها أحمد أبوالغيط وزير الخارجية واللواء عمر سليمان رئيس المخابرات العامة حافلة بالكثير من القضايا المهمة لكل من مصر والولايات المتحدة بدءا من الملف الفلسطينى مرورا بالوضع الكارثى بالعراق ووصولا لبيروت الحائرة ودارفور المهددة.

مع أن هذه الزيارة من الصعب أن تحسب ضمن الحوار الاستراتيجى المصرى - الأمريكى، إلا أن مسألة المساعدات الأمريكية لمصر ستكون ضمن المباحثات المشتركة بين الجانبين على المستويين الحكومى الأمريكى وداخل الكونجرس أيضا.هذه الزيارة كما صرح سفيرنا فى «واشنطن» نبيل فهمى لـ «روزاليوسف» كان قد جرى التفكير فيها منذ الخريف الماضى، وتحديدا فى أعقاب نتائج الانتخابات التشريعية الأمريكية، قبل أن يتحدد موعدها فى الفترة من 5 إلى 7 فبراير المقبل، تأكيدا على أن يتم خلالها تناول مسألة مستقبل برنامج المساعدات الأمريكية لمصر، وعلى الرغم من تأكيد السفير على أن هذه المسألة لاتندرج تحت بند القضايا العاجلة، إلا أنه قال فى الوقت نفسه أنها «قضية آن الأوان لمراجعتها» باعتبار أن التفاهم المصرى الأمريكى الذى تم على أساسه تخفيض المساعدات بقيمة 40 مليون دولار سنويا، ولمدة عشر سنوات، قد قارب على الانتهاء بحلول العام 2008 وميزانيته ستبدأ مناقشتها مع بداية فبراير المقبل أيضا. كما يرى السفير «نبيل فهمى» أنه سيتم تناول موضوع المساعدات الأمريكية لمصر من زاويتين: إحداهما أن هذه المساعدات بالأساس كانت دلالة على التقدير الأمريكى لدور مصر فاستجابت واشنطن لاحتياج مصر لتطوير اقتصادها وقدراتها العسكرية والأمنية خلال الربع قرن الأخير، أما الزاوية الأخرى فتمثل تحسن الوضع الاقتصادى المصرى، وهو تحسن - لم يصل إلى مستوى الكمال - على حد تعبيره، وبالتالى فإن الاحتياج المصرى للمساعدات الاقتصادية الأمريكية قد تغير، وكان من الطبيعى أن يتم تطوير برنامج المساعدات الأمريكية الاقتصادية لمصر وتغير بعض عناصره ليس لأن العلاقات بين البلدين قد تغيرت، ولكن لأن احتياجات مصر قد اختلفت. وفى نهاية حديثه أشار السفير المصرى بـ «واشنطن» إلى أنه جارى الآن بحث الشكل المستقبلى للمساعدات الأمريكية الاقتصادية لمصر من وجهة النظر المصرية وعلى أعلى مستوى بين المسئولين المصريين قبل أن تناقش الأفكار المصرية مع الجانب الأمريكى.
على الجانب الأمريكى لاشك أن الوضع قد اختلف الآن سواء داخل الكونجرس أو حتى داخل الإدارة، حيث تحدثت مؤخرا مع مسئول كبير بالخارجية الأمريكية.. خيرنى بين ذكر اسمه والاكتفاء بمجرد تصريح رسمى تقليدى يعبر عن الترحيب بمناقشة هذا الموضوع خلال زيارة الوزير أبوالغيط وبين عدم ذكر اسمه ونشر الحقيقة، فاخترنا حجب هويته بالطبع، حيث كشف هذا المسئول أن هناك جانبا من الأمريكيين يشعرون بأنهم يدفعون «الغالى والنفيس» - حسب تعبيره - من جيب دافع الضرائب الأمريكى، فإذا قال المصريون أنهم لايحتاجون هذه الأموال فسيكون هؤلاء الأمريكيون ممتنين!
ولم يخف هذا المسئول شعور بعض المسئولين الأمريكيين أن الوصول لهذه النقطة سيحدث إن عاجلا أو آجلا، وعندما واجهت ذلك المسئول بحقيقة ضآلة حجم هذه المساعدات مقارنة بالغلاء وارتفاع الأسعار هذه الأيام وانخفاض سعر الدولار فى المقابل فإنه لم ينف شعوره بأن المساعدات الاقتصادية ستستمر لكن المشكلة ستكون مع الكونجرس - على حد رأيه - لاسيما النائب «توم لانتوس» الذى أصبح الآن رئيسا للجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكى، والذى يطالب بل ساهم بالفعل فى تقديم العديد من التعديلات ومشاريع القوانين العام تلو الآخر مطالبا بتحويل المساعدات العسكرية لمصر إلى مساعدات اقتصادية بحجة عدم وجود خطر أو عدو يتهدد مصر بعد سلامها مع إسرائيل، وبدعوى أن مصر فى حاجة للمساعدات الاقتصادية أكثر من حاجتها للمساعدات العسكرية أكثر من أى وقت مضى. كما كشف مسئول الخارجية الأمريكية كذلك أن هناك تفكيرا داخل الإدارة الأمريكية يجنح نحو تخصيص ما سيتبقى من المساعدات الاقتصادية - حوالى 425 مليون دولار بعد انتهاء فترة التخفيض المتوالى العام المقبل - لدعم القطاع الخاص المصرى والمجتمع المدنى، وأضاف موضحا «طبعا سيتم ذلك بالتنسيق مع الحكومة المصرية».
أما بالنسبة للكونجرس فإنه غارق حتى أذنيه فى المسألة العراقية، وبرغم ذلك لاحظت تحضيرا فى اللجان المختصة بالميزانية والعلاقات الخارجية بشأن هذا الموضوع، ودون الخوض فى مزيد من التفاصيل التى باتت معادة وموسمية منتظمة تجاه موضوع المساعدات الأمريكية لمصر فإن الموقف واضح ولايستلزم من مصر سوى اتخاذ القرار الأفضل، فالرئيس الراحل «أنور السادات» حين قبل المساعدات الأمريكية كانت قيمتها حينها أضعاف ما تبقى من هذه المساعدات، والآن حين يصل الأمر إلى مصلحة مصر القومية فإن على القاهرة شرح الحقيقة «لواشنطن» وبأن «الفكة» المتبقية من المساعدات لن تساهم فى أى مساعدة فعلية للاقتصاد المصرى بل وليس من مصلحة مصر سماع معزوفات تخفيض المعونة السنوية داخل الكونجرس وخارجه، باعتبارها ورقة ضغط، حين يرتدون عباءة الدمقرطة وحقوق الإنسان.

الحل الآن بيد المصريين وحدهم، فالمساعدات الاقتصادية لم تصبح لها قيمة حقيقية، وإذا أراد الأمريكيون مساعدة مصر فعليهم ضخ المزيد من الاستثمارات، فالاستثمارات الأمريكية فى مصر مازالت ضئيلة ويتركز معظمها فى قطاع البترول باعتباره قطاعا مضمونا للمستثمر الأمريكى، وعلى واشنطن أن تساهم فى تمويل مشاريع ضخمة حقيقية وليست «إهدارية»، فبرغم زيادة الصادرات المصرية للولايات المتحدة مؤخرا إلا أنها تعد ضئيلة إذا ما قورنت بالوضع الأمريكى مع بلدان أخرى، والصين خير مثال على ذلك، فلم يذهب المستثمر الأمريكى فجأة إلى الصين، بل شجعته بلده لعوامل سياسية، حين أقلق واشنطن تعاظم الاقتصاد اليابانى التى بدأت فى الاستعانة بالمصانع والشركات الكورية الجنوبية وحققت حجم إنتاج ضخما بدأت تضخه إلى السوق الأمريكية، وقتها شجعت واشنطن مستثمريها للذهاب إلى الصين، التى تحولت خلال سنوات إلى دولة منتعشة من الطراز الأول. الجانب الصينى كذلك قام بدوره، حيث كان المستثمر الأمريكى يذهب طالبا منتجا معينا، فيتم توفيره له بدقة، فحدثت الطفرة الاقتصادية التى لم تكن لتتم فى الصين دون دفع أمريكا لاستثماراتها هناك.

باختصار علينا أن نبلغ واشنطن صراحة شكرنا العميق لمساعدتهم الاقتصادية والاعتذار عنها لأنها لا تحقق أيا من أهداف التنمية فى مصر، علينا إبلاغهم صراحة بأن مصر تكبدت وتتكبد سنويا أضعاف أضعاف هذه المساعدات فى مكافحة الإرهاب، والذى صدر إلينا من الخارج، فالمصريون يدفعون ثمن زعزعة الاستقرار فى المنطقة التى كانت إدارة بوش أحد أسبابها. فالمساعدات الاقتصادية حاليا «مش جايبة ثمنها»، إلا إذا كانت حقيقية وموجهة للمصريين وليس ضدهم، فهناك مليون طريقة لدعم الديمقراطية ليس من بينها تكريس الانقسام والخلافات فى المنطقة. وعلى واشنطن أن تدرك أنه لدى المصريين الكثير من المشاريع بدءا من البرنامج النووى وحتى مشروع بناء المتحف المصرى وصيانة الآثار، ولعل من البديهى أن يسعى الأمريكيون إلى تحقيق نتيجة ملموسة للمساعدات التى يقدمونها إلا أن عدم تخصيص مبالغ كافية «للمشاريع المهمة» من المساعدات الأمريكية أدى إلى نتائج غير ملموسة بدورها. على ذلك فإن الخيارات واضحة إما أن تستغنى مصر عن الفكة المتبقية مع خالص الشكر لواشنطن، لتصبح بذلك أكثر حرية فى تحديد نوع التعاون الذى تريده وبالتالى تثمينه وفق مصالحها القومية، وهو ما فعله رئيس الوزراء «الإسرائيلى» الأسبق «نتنياهو» عندما أعلن تخلى إسرائيل عن المساعدات الاقتصادية الأمريكية تحت قبة الكونجرس وأذكر أن أعضاء الكونجرس وقفوا له تصفيقا مرات كثيرة، ولكنه قبل أن يغادر واشنطن كان قد اتفق على مساعدات جلها عسكرية تتجاوز قيمتها قيمة المساعدات التى تنازل عنها أمام الكونجرس، والتى رحب بها الرأى العام الأمريكى.

كما أن هناك خيارا آخر يتمثل فى مواجهة واشنطن بمطالب مصرية لمضاعفة المساعدات مع ضخها فى مشاريع قومية بعينها، ولمزيد من الاستثمارات على الأراضى المصرية، وفى هذه الحالة فإنه على «الأمريكيين» دفع استثماراتهم بشكل قوى إذا كانوا جادين فعلا فى المساعدة؛ وتبنى مشروعات تنموية حقيقية.. مثل تنفيذ برنامج لمحو الأمية سيتكلف على الأقل 5 مليارات دولار سنويا، على مدى عشر سنوات، لمحو الأمية فى مصر تماما، وغيره الكثير الذى يمكن من خلاله برهنة واشنطن على جديتها فى دعمها لمصر وليس مجرد توزيع فكة.

Saturday, September 30, 2006

أمريكا وعدت مصر ببناء مفاعلين بعد كامب ديفيد ثم تراجعت

Saturday, September 30, 2006

أمريكا وعدت مصر ببناء مفاعلين بعد كامب ديفيد ثم تراجعت

واشنطن : حنان البدري

على مدى ما يقرب من ثمانية أشهر وفى لقاءات متفرقة مع عدد من المسئولين وصناع القرار الأمريكى بمن فيهم مسئولون كبار بالخارجية الأمريكية لم نلمس سوى الترحيب بضرورة اتجاه مصر نحو الحصول على تكنولوجيا سلمية نووية، بل ترحيب رسمى على لسان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بمد يد المساعدة لمصر لتفعيل برنامجها السلمى النووى.

مصر فى حاجة لبناء ستة مفاعلات على الأقل لتحقيق مشروعها القديم لتوليد أربعين بالمائة من احتياجاتها من الطاقة الكهربية، وهى النسبة التى كانت قد خططت لتوفيرها قبل ثلاثين عاما حين أبرمت معاهدة كامب ديفيد ووعدت خلالها الولايات المتحدة مصر بتزويدها بمفاعلين نوويين قدرة كل منهما 2000 ميجاوات، لكن الفرصة ضاعت بعد تراجع الولايات المتحدة عن تنفيذ وعودها.

وهنا نجد أن أقصى ما يخشاه المرء أن يتم إعداد هذا المشروع بشكل يعتمد ولو بنسبة ضئيلة على تصورات ومعطيات كانت موجودة قبل ثلاثة عقود، أيضا من المقلق أن نقرأ عن تصورات مبدئية متوافرة حول طموح لبناء مفاعلات نووية سلمية لا تتجاوز طاقة كل منها ستمائة ميجاوات، فحاليا وحسب أحدث دراسات الجدوى الاقتصادية لمشاريع مماثلة ينصح بأن يتم الوضع فى الحسبان بناء مفاعلات تتراوح قدراتها ما بين 1200 و 1500 ميجاوات، لذا فأهم خطوة هى وضع مدى معقول لتوفير حاجة مصر من الطاقة عبر هذه المفاعلات لتغطية ما بين 40 و60% من حاجتنا من الكهرباء ولو على عدة مراحل، مع الأخذ فى الحسبان ألا يمر عام 2012 قبل أن يكون لدينا على الأقل مفاعل تم بناؤه داخل مجمع قابل للتوسعة، كما أنه من المهم أن يتم النظر نحو الاعتماد على أكثر من مصدر. «يحبذ ثلاثة مصادر على الأقل» للحصول على التكنولوجيا النووية السلمية وفق مميزات كل مصدر أمنى نسعى للحصول على تكنولوجيا من فرنسا المتميزة عالميا فى هذا المجال، لبناء أحد المجمعات، وعلى الولايات المتحدة فى بناء المجمع النووى الآخر، وعلى روسيا لبناء ثالث، وهكذا.

من ناحية أخرى، فإنه يتعين علينا الانتباه إلى أن الصين يمكن أن تكون مصدرا للحصول على الوقود النووى، لأنه معروف للعاملين فى المجال النووى أن الصين لديها سجل حوادث وعادة ما تبنى مفاعلاتها بناء على تصميمات منقولة عن النموذج الروسى، بمعنى أنه من المهم - وحسب ما يقوله أكثر من خبير دولى متخصص فى العلوم النووية - أن يتم الفصل بين مصدر الوقود وبين المصدر الذى سيساعدنا فى وضع تصميم هذه المفاعلات، وذلك فى إطار تنويع مصادر التكنولوجيا وعدم ربط مشاريع قوميةحساسة كهذه بمصدر واحد قد يكون له حسابات سياسية مختلفة مستقبلا، وفى نفس الوقت التأكد من حصولنا على المستوى الأفضل، فدولة ككندا لديها تكنولوجيا جيدة، وكذلك اليابان، وإن كانت الأخيرة تعرضت مؤخرا لحوادث مسجلة فى مفاعلاتها. بينما صار معروفا لدى العاملين فى المجال النووى أن الصين مازالت تواجه مشاكل فى عملية بناء المفاعلات، ودولا أخرى لا يوجد لديها سجل لمشاكلها مع هذه المفاعلات ويصعب بالتالى الاعتماد كليا على خبراتها.

من بين العوامل التى ينبغى وضعها فى الاعتبار كذلك اعتماد خطة أمان وصيانة فائقة تشمل تحديد الأماكن المناسبة لإنشاء المجمعات النووية بعيدا عن حزام الزلازل فى مصر الذى يبدأ من غرب الإسكندرية، ويمتد جنوبا إلى الصحراء، والاستفادة من جغرافية الصحراء الغربية، فأى موقع على يمين حزام الزلازل سيجعل المفاعل فى نطاق الأراضى الرخوة، وبالتالى سيكون الأمر مخاطرة، والعكس صحيح، أيضا ينبغى أن تشمل خطة الأمان مراعاة اتجاه الرياح، تحسبا لحدوث تسرب - لا قدر الله - فإن الهواء لن يحمل الملوثات نحو المدن والسكان، بل إلى الصحراء.

وبشكل عام فإن المفاعلات الحديثة لتوليد الطاقة الكهربائية نوويا تعتمد على الماء الخفيف وكلها مفاعلات يصعب استخلاص اليورانيوم 235 أو البولتونيوم المستخدم فى صنع القنبلة النووية، مثل مفاعل «بوشهر» بإيران وهو روسى التكنولوجيا، وينبغى وضع عامل الحفاظ على البيئة، كذلك فى الاعتبار أثناء تصنيع المفاعل، لاسيما فى عملية التخلص من «الحرارة الزائدة» Waste Heat وكانت عادة يتم التخلص منها فى الأنهار والبحار، ولكن تنبه العالم حديثا لخطورة ذلك بعد أن تبين تسببها فى موت الحياة البحرية والبيئية للأنهار والبحار. وفى هذا السياق فإن الخبراء يرون أن تسعى الحكومة المصرية لبناء مجمعات نووية قابلة للتوسع فى أماكن عديدة من مصر قريبة من البحر المتوسط والبحر الأحمر «السلوم - الضبعة.. وغيرهما»، وليست بعيدة عن شبكات الربط الكهربائى سواء للاستهلاك المحلى وتغطية احتياجاتنا من الطاقة الكهربية أو حتى مستقبلا لتصديرها إلى البلدان العربية الشقيقة مثل ليبيا والمغرب وأوروبا وتركيا وغيرها، فإذا استطاعت مصر بناء وامتلاك هذا المصدر الأساسى والآمن للطاقة فستتمكن، ليس فقط من تغطية احتياجاتها، بل أيضا وبيعها والحصول على عائد اقتصادى لا يستهان به.

وإذا أخذ فى الحسبان العمل على الحصول على تكنولوجيا نووية سلمية من عدد من البلدان «الناجحة» فى هذا المجال، فينبغى علينا أيضا أن نوفر فرصة الحصول على تكنولوجيا أمريكية جنبا إلى جنب مع الدول الأخرى المتاحة، وذلك ببناء مفاعل نووى من خلال الاستفادة من مبادرة الرئيس بوش التى أعلن عنها فى شهر فبراير الماضى لتوفير فرصة مهمة للاستفادة من التكنولوجيا الأمريكية فى هذا المجال، وبمشاركة دول لها باع فى استخدامات الطاقة النووية السلمية وهى فرنسا وروسيا واليابان لمنح الدول النامية مفاعلات نووية صغيرة لتوليد الطاقة، حيث كانت الهند من أولى الدول التى أبرمت اتفاقا فى إطار هذه المبادرة فى مارس الماضى، ولعل هناك بعض الأصوات التى ترى فى الموقف الأمريكى تناقضا، ففى الوقت الذى تتجه واشنطن فيه نحو مبادرة كهذه، فإنها قد تفرض قيودا، وهو ما يفسره المسئولون الأمريكيون بأن المبادرة عمليا على المستوى السياسى مشروطة بتخلى الدولة المستفيدة عن أى طموحات نووية تسليحية، وبالتالى التخلى عن أى أنشطة تستهدف التخصيب أو التحويل بغرض تطوير أسلحة نووية، وقد أصبح ذلك ممكنا منذ فترة، فالتصميمات الحديثة للمفاعلات السلمية تعتمد على استخدام الماء الخفيف على عكس المفاعلات القديمة من ذات النوعية الموجودة فى روسيا وإسرائيل والتى ينتج عنها بولتونيوم «نظائر مشعة» بتنقية الوقود المستنفد خلسة، وبالتالى تتمكن هذه الدول من إنتاج قنابلها النووية.

وأوضحت مصر نواياها تماما بشأن برنامجها النووى السلمى الذى سيعتمد على تقنية التصميم الحديث باستخدام الماء الخفيف، ولذلك فإن الأقاويل التى يرددها البعض حوله لا مبرر لها، بل لا معنى لها، فمعظم هؤلاء لاسيما فى إسرائيل يعلمون جيدا هذه الحقيقة الفنية، ومع ذلك رأينا بعضهم قبل أيام يتشدقون بمزاعم تتحدث عن الخشية من برنامج مصرى نووى سلمى، فى إطار لا يخرج عن محاولة المزايدة والترويج لمزاعم يعلمون قبل غيرهم استحالتها. إذا كانت مصر قد تعرضت لتقويض برنامجها النووى الطموح قبل ما يزيد على العقدين، وهو ما نتجت عنه خسارة ما لا يقل عن مليارى دولار سنويا أى تقريبا حجم المساعدات الأمريكية لمصر، فالوقت وقبله الحاجة تفرض علينا التفكير فى إعادة إحيائه، واتخاذ خطوات سريعة لنكون أول المستفيدين من المبادرة الأمريكية.

فى الوقت الذى أوقفت فيه مصر برنامجها السلمى الذى سبق أن كانت قد اتفقت مع كل من الأرجنتين والبرازيل على تفعيله بانتظار الوعد الأمريكى الذى لم يتحقق أبدا، بل زاد عليه قائمة بأسماء أفضل علمائنا فى هذا المجال قدمتها الولايات المتحدة وحصلت على معظمهم للعمل لديها منذ ما يناهز الثلاثة عقود إذاً فمصر فى أمس الحاجة للحد من إهدار الغاز الطبيعى المستخدم حاليا كوقود لمحطات توليد الطاقة بديلا عن السولار والديزل. وتعد ثروة تدخل فى عداد المخزون الاستراتيجى، ناهينا عن التناقص فى إنتاج النفط المصرى، مع ملاحظة أن الغاز الطبيعى فى مصر لم تتم الاستفادة منه اقتصاديا حين أبرمت فى السابق عقودا منحت الشركات التى تقوم باستخراجه خمسين بالمائة من الغاز المنتج، مما اضطر الحكومة المصرية للاستمرار فى شراء نصيب هذه الشركات بسعر السوق، وبالتالى مثل عبئا ماليا على ميزانية الدولة. وقد يتحدث البعض عن مخاوف من التحول نحو استخدامات الطاقة النووية واحتمالات تعرض المفاعلات للانفجار، مثلما حدث فى تشيرنوبل مثلا، لكن هؤلاء فى الواقع يتحدثون عن تجارب دول لديها تصميمات قديمة لم تواكب الطفرة الهائلة التى تحققت فى هذا المجال، فمعروف أن المفاعلات الروسية وكذلك مفاعل ديمونة الإسرائيلى كلها مفاعلات ذات تصميمات أصبحت متخلفة عن ركب الطفرة التكنولوجية التى تحققت فى المجال النووى السلمى، بل على العكس فإن الأخطار التى تتهددنا من مفاعل ديمونة أكبر بكثير، ومعروف أيضا أن إسرائيل اختارت موقعا اتجاه الريح فيه - فى حال وقوع تسرب - عادة ما يكون باتجاه مصر، وليس باتجاه إسرائيل.

وبالتأكيد فإن إعادة برنامج مصر النووى السلمى إذا تم تصميمه بالشكل المعروف ضمن مبادرة بوش، فيجب أن يعتمد على خطة جادة تستهدف الوصول إلى توفير أربعين بالمائة من الطاقة الكهربية فى مصر على مرحلتين، الأولى تبدأ بإنشاء مفاعلات توفر 20% من الطاقة، وتليها مرحلة أو مرحلتان لتوفير ضعف هذه الطاقة بالاعتماد على تكنولوجيا دولية أخرى، ومن أماكن متفرقة ليست بالضرورة كلها من الغرب، لذا علينا التحرك وبأسرع وقت ممكن، حيث يستغرق بناء المفاعل الواحد خمس سنوات على الأقل، وإذا قدرنا أنه من النوع المطروح أمريكيا سيكون قادرا على إنتاج 750 ميجاوات، فإن الخبراء ينصحون بتحرك مصر نحو إنشاء مفاعلات أكبر فى سعة الإنتاج بقدرة 1500 ميجا، وإذا تم التفاوض مع واشنطن على مفاعلات من هذا النوع ستكون مصر فى حاجة إلى ثلاثة مجمعات توزع بالجنوب والشمال والوسط «غرب الفيوم»، على أن يضع المصريون فى حسبانهم لدى بناء كل مفاعل احتمالات التوسع مستقبلا بجوار كل موقع فى إطار توفير البنية التحتية للتوسع مستقبلا، وهو ما قد يوفر المليارات على المدى البعيد.

وينصح الخبراء فى الولايات المتحدة والذين تحدثنا معهم مطولا عن ضرورة أن تتفادى مصر عيوبا موجودة فى مناطق محطات الكهرباء المقامة حاليا على الأراضى المصرية، حيث إن معظمها تم بناؤه فى مناطق زلازل، وبالتالى التخطيط لدى بناء المفاعلات النووية على الجهة القريبة من النيل وبعيدا عن العمران أن تكون بعيدة أيضا وخارج نطاق حزام الزلازل، حيث يقسم العلماء العالم إلى ست مناطق زلازل، وبما أن مصر تقع فى أحد هذه النطاقات، فيمكن بناء المفاعلات بتصميمات تراعى تحمل الزلازل، وهو ما سيرفع تكلفة مشروع إقامة المفاعلات النووية السلمية قليلا، ولكنها ستكون أكثر أمانا، حين تصمم مبانى المفاعل لتتحمل مقدار «6» ريختر وخارج نطاق مناطق النشاط «السيزمى». وعادة يمكن لهذه التصميمات تحمل هزات مقدارها «8» ريختر، أيضا ينصح هؤلاء العلماء مراعاة اتجاه الريح لدى البناء وفق عوامل الأمان.

وبنظرة سريعة على سباق دول العالم نحو إنشاء المزيد من المفاعلات النووية لأغراض الحصول على طاقة غير مكلفة فسنجد تصاعدا ملموسا منذ أزمة الطاقة النفطية فى عام 1973، وذلك على مدى عدة موجات - إن صح الوصف - بدأت الموجة الأولى فى الاتحاد السوفيتى السابق ودول أوروبا، ثم هدأت على مدى السنوات الخمس عشرة الأخيرة، لتظهر موجة جديدة، وتسارعت وتيرة بناء هذه المفاعلات عالميا مصحوبة بتقدم تكنولوجى وتقنى يستهدف الحفاظ على المخزون الاحتياطى فى مصادر الطاقة الأخرى فى هذه الدول. وهو تحرك استراتيجى محسوب، وبالنظر إلى عدد المفاعلات النووية التى تعمل حاليا حول العالم لتوفير الطاقة سنجدها قد وصلت إلى 443 إضافة لـ 25 مفاعلا يجرى إنشاؤها فى الوقت الحالى، وحسب بيانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، سنجد أنه فى العام الماضى فقط 2005 تم إنشاء 8 مفاعلات نووية فى اليابان وروسيا وأوكرانيا والهند وكوريا الجنوبية، وفى نفس العام بدأت كل من باكستان والصين وفنلندا فى بناء مفاعل واحد على الأقل. وسنجد أن كثيرا من الدول، بغض النظر عن ثرواتها الطبيعية ومخزوناتها من الطاقة كما فى حالة كندا، مستمرة فى الاعتماد على الطاقة النووية فكندا عدد سكانها قليل بالقياس مع مساحتها ومع عدد السكان فى عدة دول أخرى ولديها 18 مفاعلا نوويا. والهند كذلك التى بدأت تجاربها فى مجال الطاقة النووية بعد مصر لديها الآن 15 مفاعلا نوويا، ستزداد بموجب اتفاقية التعاون التى وقعتها مع الولايات المتحدة خلال زيارة الرئيس بوش للهند مؤخرا.

بينما تمتلك سلوفاكيا 6 مفاعلات، وجمهورية التشيك 6 مفاعلات، وسويسرا 5 مفاعلات، وبلغاريا 4 مفاعلات، وفنلندا 4 مفاعلات، أما الأرجنتين والبرازيل فكل منهما لديها مفاعلان وكذلك المكسيك وباكستان. أما الولايات المتحدة فهى أكبر الدول اعتمادا على الطاقة النووية من خلال 154 مفاعلا، تليها فرنسا 59 مفاعلا، واليابان 56 مفاعلا.

هذه البيانات توضح مدى وعى تلك الدول بمختلف تصنيفاتها من حيث التقدم أو التأخر، بمدى الحاجة إلى الحفاظ على مخزونها من الطاقة غير النووية، وضرورة توفير مصدر غير مكلف ونظيف للطاقة، لذا نجد أنه كان من الأفضل لمصر أن تتحرك ولو متأخرا من عدم التحرك على الإطلاق.

Thursday, August 24, 2006

فرصة العرب

2006-08-24

فرصة العرب ............................... حنان البدري

يمثل ملف اعادة إعمار لبنان وتعويضه عن الدمار المتعمد الذي الحقته به “اسرائيل” فرصة تاريخية على العرب استثمارها، وربما تكون ورقة أخيرة، إذا تمكن العرب من الاستفادة منها سيكون بوسعهم تحقيق انجاز تاريخي يقطع

الطريق على مخططات المد الامريكي “الاسرائيلي” لتطويع المنطقة برمتها. علينا أن نسأل انفسنا كعرب لماذا تتلهف إدارة بوش وتبذل جل جهدها للاعداد لمؤتمر استوكهولم نهاية هذا الشهر لإعمار لبنان؟



ان “الاجندة” الغربية لا تخفى على أحد، فمؤتمر استوكهولم الذي ستقوده واشنطن، سواء في العلن أو في الخفاء، مخطط له جمع ملايين معظمها وكما هو الحال دوماً سيأتي من العرب، وستجد الدول العربية نفسها مجدداً مضطرة لتسديد فاتورة العربدة “الاسرائيلية” وهي ملايين مهما بلغ سقفها يدرك الداني والقاصي انها لن تحقق إعماراً حقيقياً كالذي ساعدت به واشنطن أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية من دون ان تغفل استثماره لصالح الاقتصاد الامريكي الذي تولى اعمار أوروبا في ما عرف ب”مشروع مارشال” اما في حالة لبنان فستجمع الأموال من العرب في الواقع وتدار امريكيا ونظريا تدار دوليا لذر الرماد في العيون. ثم تتلوها عملية جرجرة جماعية للعرب نحو سلام شامل مع “اسرائيل” فهل يستطيع العرب ان يحولوا الموقف برمته لصالحهم؟ الجواب هو نعم، اذا ما تمسكوا بآليات دبلوماسية وسياسية بعينها كفيلة ليس بإعادة اعمار لبنان بشكل صحيح فقط، بل والأهم هو اغلاق الباب وللأبد امام “اسرائيل” وبعض القوى الدولية التي اعتبرت نفسها ومنذ مدة مفوضة تلقائياً بواقع الصمت الدولي وبواقع الحرب على الارهاب المفروضة إجبارياً على المجتمع الدولي باستخدام القوة التي تصل الى التدمير في اغلب الأحوال من دون وازع أو رادع ولو اخلاقي في تدشين لمنهج “اسرائيلي” الأصل ابتدعته الاخيرة بالاستخدام المفرط للقوة ضد المدنيين من دون ان تأبه بالدمار، او القتل معتمدة على الترويع لكل من لا يقبل او يوافق على الامتثال، ثم جره لاحقا الى طاولة مفاوضات عليه ان يذعن لما تفرضه ولدينا “أوسلو” لا يزال ماثلا للعيان كمثال واقعي لهذا المنهج.

نعم يستطيع العرب الآن فقط ان يحولوا الموقف لصالحهم اذا ما استخدموا خطوات وآليات لا مناص منها لو أرادوا وهي:

1- ان يمتنع العرب من الآن فصاعدا عن تسديد فاتورة مغامرات “اسرائيل” وغيرها بإعلانهم انشاء صندوق تعويضات العدوان “الاسرائيلي” على لبنان بل وعلى فلسطين، وتدعى دول المجتمع الدولي لا سيما الكبرى منها مثل مجموعة الثماني الكبرى، والدول الكبرى التي ماطلت في مجلس الأمن الدولي لإقرار وقف سريع لإطلاق النار، للمساهمة في هذا الصندوق والذي نقترح ان تديره جامعة الدول العربية بشفافية ومعايير محاسبية. وهو الأمر الذي سيوفر ايضا فرصة للجامعة كي تستعيد دورها المفقود. كما أن اصرار العرب على هذه الخطوة سيمكنهم من التخلص نهائياً من سياسة أرستها “اسرائيل” واستخدمتها الولايات المتحدة لاحقا في العراق، وهي سياسة التدمير بغرض الترويع من دون تحمل أي مسؤولية بل والقاء عبء اعادة التعمير على المجني عليه وليس العكس.

وللأسف فإن ثقافة الجود والكرم العربي كافأت “اسرائيل” دوما، ولو من دون قصد، بإنجاح سياسة الترويع هذه حين كانوا يسارعون بتعويض الشقيق المتضرر من دون مساءلة العدو الجاني، وقد نذهب الى القول انه لو أصرت مصر على طلب التعويض لإعادة بناء المدن المدمرة على طول قناة السويس في عدوان 56 او في حرب ،67 لكانت اضطرت “اسرائيل” وبعدها الولايات المتحدة لإعادة التفكير قبل الاقدام على العدوان على المدن والسكان في غزة والضفة ولبنان والعراق.

2- يستطيع العرب أيضا ان يستخدموا مرة أخرى ثروتهم النفطية، لكن بطريقة مختلفة عما حدث في حرب اكتوبر/ تشرين الأول ،73 وذلك لمقتضيات نعلمها جميعاً، فيمكن زيادة صادراتهم النفطية، ولكن مع فرض مصاريف اضافية وعدة دولارات على كل برميل نفط عربي تحصل لصالح اعمار لبنان وتعويض غزة، تلزم بها الدول الصناعية الكبرى والغنية وتعفى منها الدول الفقيرة، او تكون مساهمات دول العالم الثالث طوعية، وذلك الى ان يتم الانتهاء تماما من اعادة اعمار لبنان وغزة وتعويضهما، وبهذا لن يكون لا لبنان ولا الفلسطينيون في حاجة لتسول تعويضات ولا يمكن هنا اعتبار فرض ضريبة بسيطة على صادرات النفط العربية ابتزازا اقتصاديا على نسق ما دأبت “اسرائيل” على فعله، وما زالت في سياق تعويض اليهود عما يسمى بالمحرقة، وبهذا الاجراء سيمكن للعرب منع تحول لبنان الى عراق آخر حكم عليه بالحصار والتجويع ثم الغزو وتحطيم مقدراته، ثم الاستيلاء على ثرواته لا سيما النفطية وتحويله الى بلد محتل تطحنه صراعات لا يعلم الا الله متى سيخرج منها.

3- أيضا، ينبغي ان يتبنى العرب الدعوة الى اعفاء لبنان المثقل بديون تجاوزت فوائدها حجم الدين الاصلي.

4- من المهم هنا ولكي يستفيد العرب ولبنان هذه المرة وقبل ان تطوى كالعادة احدى كوارث التدمير “الاسرائيلي” المتعمد للبنان ان يخط العرب وبالاجماع رسالة تحذير ضمن “معاداة الحياة” على نسق مكافحة مشابهة لحركة “مكافحة معاداة السامية” يدعون فيها ويعلنون الى مقاطعة الشركات التي أسهمت منتجاتها في تدمير لبنان وما أكثرها ومنها احدى الشركات التي استخدمت جرافاتها في الحرب على لبنان وفي تجريف بيوت الفلسطينيين.

لا بد ان تكون رسالة العرب رسالة شرف تدوي في آذانهم بدلاً من مكافأة هذه الشركات وطالما ان البديل الآسيوي موجود.

5- صحيح ان مؤتمر استوكهولهم باق عليه أيام، ولكن على العرب ان يجيبوا وبسرعة عن التساؤل لماذا استوكهولم وليس بيروت، لماذا الغرب وليس العرب الذين ينبغي ان يديروا عملية اعادة الاعمار في لبنان؟

المشهد كما أسلفنا واضح، ويحتاج الى وقفة لصد محاولات تأصيل منهج التعود على التبعية.

المطلوب الآن فوراً التحرك باتجاه تعمير حقيقي وسريع للبنان يضمن انعاشاً اقتصادياً حقيقياً يتلو عملية اعادة الاعمار. فلبنان حقيقة لم تتم اعادة بنائه بشكل كامل منذ الحرب الاهلية والاجتياح “الاسرائيلي” واذا أردنا اعماراً حقيقياً فإن هذه العملية لن تقل تكلفتها عن عشرة مليارات دولار ينبغي ان تضخ محليا ومباشرة ليس عبر وسطاء.

ان الاصرار الغربي على تحديد قنوات ضخ المساعدات بمنظمات إغاثة دولية ومسيحية، كما رتب مؤخراً ساسة في واشنطن يكشف بجلاء أجندة امريكية “اسرائيلية” غربية بالتأكيد ليس فيها ما هو بحق في صالح العرب الا الشعارات التي تنضوي تحتها أهداف مغايرة تضرب عشرين عصفوراً بحجر واحد، بدءاً من محاولة القضاء على ثقافة المقاومة وتقديم الغرب باعتباره الصديق الذي يقدم يد المساعدة. ومكافأة “اسرائيل” على عدوانها وحتى تنظيف الطريق وتطويع المنطقة بشكل كامل لسيطرة امريكية طويلة الأجل.

باختصار على العرب الا يتحملوا هذه المرة فاتورة العدوان “الاسرائيلي” وهذا لا يعني الا يقدموا العون المادي والمعنوي للبنان، بل على العكس فإن التمسك بالآليات السالف ذكرها او بعضها بالتوازي مع مساهمات عربية اخرى كفيل بأن يحول الموقف برمته لصالحهم، وبمثل هذه الآليات يمكنهم قبول الذهاب الى طاولة مفاوضات السلام الشامل التي تحضر لها واشنطن من موقع قوة، وليس من موقع ضعف.

وليس خافياً ان واشنطن بدأت بالفعل اتصالاتها مع أطراف عربية كبرى في محاولة للحصول على دعم عربي شامل لعملية سلام دائمة تبدأ بالمسار اللبناني “الاسرائيلي” وتمتد من المحيط الى الخليج بحيث تحاصر فيه الدول التي لا تقبل الشروط المفروضة والتي ستتلوها حسبما يخطط لعملية سلام شامل يعترف فيها العرب ب”اسرائيل” في مؤتمر دولي احتفالي تتبعه خطوات يلتزم فيها العرب بإقامة علاقات كاملة مع “الدولة” العبرية ويتجاوبون مع تفاصيل الحل الشامل بدءاً من القبول بالأمر الواقع وحتى الالتزام بتوطين اللاجئين الفلسطينيين حيث هم بما في ذلك لبنان.

على أية حال الكرة الآن في الملعب العربي بامتياز فهل سيغتنمون الفرصة ويديرون الأمور لصالحهم هذه المرة أم سيقبلون بسيناريو مفروض لصالح “أجندات” أخرى؟!

Saturday, March 04, 2006

خطورة النظرة الأمريكية الجديدة لأزمــة دارفــور


MAR 4, 2006

خطورة النظرة الأمريكية الجديدة لأزمــة دارفــور

حنان البدرى

نختلف مع هؤلاء الذين يصفون وبشكل مطلق الخطط الأمريكية تجاه بعض الملفات الساخنة بالأجندات الخفية، فإحدى ميزات النظام السياسى الأمريكى وجود مساحة مكشوفة يستطيع المتابع قراءتها سواء بين سطور تصريحات مسئوليها أو من متابعة تحركاتهم على الأرض. وحاليا تحمل تفاصيل التعامل الأمريكى فى قضية دارفور ملامح ما سينفذونه على المدى القريب توطئة لوضع أساس عميق لنطاق نفوذ وتحكم طويل الأمد ليس فقط فى تلك البقعة الاستراتيجية، بل تتعداها إلى دائرة واسعة مركزها هو بحق عمق مصر الاستراتيجى. هنا ينبغى أن ننتبه لحديث صانعى القرار الأمريكى والمؤثرين فيه فى الوقت الحالى عن «ضرورة أن تظل الدول الأفريقية بما فيها الواقعة جنوب الصحراء الكبرى وامتداداتها شرقا وجنوبا حتى البحيرات الكبرى عنصرا أساسيا فى السياسة الخارجية الأمريكية نظرا لتعاظم هذه المنطقة خلال العقد الحالى، حينها ينبغى أن نتوقف لفحص بقية توصيات هؤلاء بدءا من الدفع بإنشاء قواعد عسكرية فى جنوب السودان ووفق الأساليب الأمريكية المستحدثة لخلق واقع تحكم سريع - وهذا ما سنشرح تفاصيله لاحقا - وقواعد أخرى منتشرة فى نطاق أوسع يشمل منطقة البحيرات الكبرى، باستخدام الضغط تارة على دول هذه المنطقة ومن باب حفظ الاستقرار وقمع التوتر وضمان الشفافية والديمقراطية، وحتى رفع كارت التهديد الإرهابى ومرورا بتوقعات ومخاوف يلقيها سدنة هذه السياسات، مغلفة بالحديث عن احتمالات نشوب صراع حول حصص دول حوض النيل من المياه بتأثير النقص الخطير والمتوقع فى المياه ومضاعفة دول على حساب دول أخرى استخداماتها من الثروة المائية. وقد تحدثوا بالفعل عن ضروريات التواجد الدولى بدعم من قوات حلف شمال الأطلسى «الناتو» للحفاظ على الاستقرار وحماية الثروات وضمان وصولها لمستحقيها الأصليين لاسيما حين يتعلق الأمر بالحرب على الإرهاب ومنع الإرهابيين من الحصول على اليورانيوم المكتشف فــى تلك الأراضى، وتكريس الاستقرار فى مناطق غنية بثرواتها النفطية والمعدنية. صحيح أن تحرك واشنطن نحو جنوب السودان ولاحقا الاهتمام المبالغ فيه بالأوضاع فى دارفور قد بدأ منذ فترة، لكن التنفيذ الحقيقى لخطط التطويق بدأ منذ فترة وجيزة، وكانت إشارة بدء الانطلاق الفعلى حين بدأت عملية إعادة الانتشار الضخمة للدبلوماسية الأمريكية من أوروبا الشمالية والغربية مؤخرا إلى أفريقيا والشرق الأوسط، وهو ما وصف أمريكيا وبالحرف «بأنه لسد ثغرة تتعلق بأمن أمريكا بالمنطقة بالتوازى مع خطة أمريكية أخرى جديدة للدبلوماسية العاملة على شاكلة خطة الشرق الأوسط الكبير، لكنها موجهة نحو أفريقيا وتحديدا للدائرة الكبرى المحيطة بالجنوب المصرى». المثير هنا أن هذا التوجه يحظى بدعم الجمهوريين والديمقراطيين على السواء على عكس مواقفهما الحالية مثلا من ملفات أخرى كالعراق. هنا نشير إلى ملف دارفور الذى احتل مكانا بارزا فى مباحثات كونداليزا رايس لدى زيارتها الأخيرة لمصر، الأمر الذى لم يلتفت إليه حتى الإعلام. وقد سارعت واشنطن بالتحرك للضغط على مجلس الأمن الدولى لتمرير مشروع لتغيير ولاية القوات التابعة للاتحاد الأفريقى، وبالتالى تدويلها بإرسال قوات حفظ سلام دولية مع الإبقاء على قوات الاتحاد الأفريقى، ودون انتظار لاجتماع قمتهم فى مارس بحجة لم يهضمها أحد وهو اهتمام واشنطن بإحراز تقدم خلال ترأسها مجلس الأمن الدولى لدورة فبراير! وهو مبرر قد ينطبق على دولة صغيرة أو عادية، ولكن ليس على الدولة الأولى فى العالم. وقد مر شهر فبراير دون اتخاذ هذا القرار، وللأسف وجدنا المسئولين فى السودان يضعون أنفسهم موقف المدافع، حيث بدأوا المقاومة بالكلام، وانزلق بعضهم إلى انتقاد قوات الاتحاد الأفريقى بدلا من أن يهرعوا نحو الدول الأفريقية التى بدأت واشنطن فى التأثير عليها وإلى طلب مساندة عربية لدعم زيادة أعداد القوات الأفريقية، ونسف مخططات إنزال عسكرى بقيادة دولية وغربية إلى السودان مع الإسراع بمحاولات جادة لتهدئة الأوضاع فى دارفور. للأسف فليس هناك عقوبة فى السياسة، بل هناك مصالح، ولأنه من الصعب تخيل أن يكون العامل الإنسانى وحده وراء هذه الأجندة التى دفعت بها الثروة النفطية والمعدنية المكتشفة فى دارفور ومناطق السودان، ولا يمكننا تجاهل القلق المتصاعد والضغوط من جانب شركات النفط الأمريكية الكبرى منذ أن أبرمت الحكومة السودانية اتفاق منح شركة توتال النفطية الفرنسية امتياز اكتشاف واستخراج النفط من البلوك 15 بدارفور، وتصاعدت معها رغبات الشركات الأمريكية النفطية فى العودة إلى السودان على اعتبار أنها الأحق بالوليمة لاسيما أن شركة شيفرون الأمريكية كانت أول من اكتشف حقول البترول فائق الجودة، بل يفوق من حيث جودته الخام الليبى الأفضل على مستوى العالم، ناهيك عن سهولة استخراجه، لكنها اضطرت لاحقا إلى إخفاء معالم هذا الاكتشاف لدى وصول البشير للحكم وتصاعد هذه الخلافات مع واشنطن، وخرجت من السودان على أمل العودة التى هددها لاحقا استدعاء حكومة الخرطوم لشركات من الصين وكندا وفرنسا لإعادة اكتشاف هذه الحقول الغنية. وزاد من تثمين الولايات المتحدة للسودان اكتشاف وجود مخزون ضخم من اليورانيوم فى حفرة النحاس «واسمها حفرة اليورانيوم» فى جنوب دارفور المتاخمة لإقليم بحر الغزال الكبير جنوب السودان، وهو مخزون من حيث الحجم دفع بهذه المنطقة لكى تكون أحد أكبر المخزون من اليورانيوم على مستوى العالم. فالصورة واضحة ولا تقبل الشك خاصة لو أضيفت إليها ثروة مائية لا تقدر يمكن أن تحل مشاكل «الأصدقاء» وتحديدا إسرائيل التى تعانى نقصا فى المياه، ولعلنا نلاحظ هنا كيف دارت فى السنوات الأخيرة محاولات إقناع مصر وغيرها من دول حوض النيل بشكل مباشر وغير مباشر بالتخلى طواعية عن بنود واتفاقيات تاريخية بدعوى تحسين استغلال الثروات المائية لحوض نهر النيل وتم الدفع بمشاريع أكبرها وضعها خبير مياه إسرائيلى! بميزانيات زج فيها البنك الدولى كلاعب رئيسى تظهر فيها شركة مساهمة للتنفيذ وإدارة المشروع، لتكريس وضع تمهيدى يعطى فى النهاية الحق لصاحب المال لطلب تدخل دولى فى حال ظهور بوادر صراع أو عدم استقرار حول منطقة البحيرات - وما أسهل تعمد إشعال مثل هذه الصراعات - وساعتها يحق لهؤلاء التدخل بحجة الدفاع أولا عن مصالح وأموال هذه المؤسسة.. وبالتالى قد ينتهى بنا الأمر إلى شراء مياه النيل تدريجيا لاسيما فى حالة زيادة استخدامنا للحصص المقررة والتى سيفرض نسبها الأوصياء الجدد على حقنا التاريخى فى مياه النيل، أو بحكم زيادة الاستهلاك الطبيعي. فى تلك الحالة فإنه من غير المستبعد أن تمارس علينا أنواع من الضغط لتسهيل حصول إسرائيل على المياه عبر أراضينا، بل تقنين حقها فى الحصول على المياه عبر تعاقدات توزيع وبيع مياه النيل من المنبع. وفى كل الأحوال، فإنه سيكون بمقدور الولايات المتحدة دوما وبغض النظر عن توجهات دول أخرى لاسيما فرنسا بنفوذها التاريخى فى القارة السمراء، والذى تراجع أمام المد الأمريكى أو حتى بريطانيا التى أصبحت حليفا تابعا لواشنطن، سيكون لدى الولايات المتحدة كل كروت اللعبة أو المبررات للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية، ومن ضمن تلك الكروت الحرب على الإرهاب والحفاظ على الاستقرار والأهداف الإنسانية النبيلة والديمقراطية.. وغيرها. بالفعل هناك توجه بارز فى السياسة الأمريكية للدفع أو على الأغلب التلويح ببعض هذه الكروت، وقد لاحظنا ما قاله ممثل الأمين العام للأمم المتحدة فى السودان «إيان برونك» قبل أيام وفور عودته من السودان من أن لديه معلومات من مصادر استخباراتية تشتبه فى وجود نشاط لتنظيم القاعدة فى السودان. أيضا هى موجودة فى تصريحات الرئيس بوش فى 17 فبراير المنصرم حول إيجاد دور لقوات حلف شمال الأطلسى فى حفظ السلام بدارفور ومكالمته الهاتفية قبل أسبوع مع الرئيس الفرنسى والتى استغرقت نصف الساعة حول الأمر نفسه، أيضا الاستقبال الدافئ الذى حظيت به أرملة الزعيم الجنوبى السودانى جون جارانج. إضافة لتلك التسريبات التى تتحدث عن إقامة قواعد عسكرية أمريكية بالسودان، وعندما سألت آدم إيرلى المتحدث باسم الخارجية الأمريكية لم ينف الأمر، لكنه حرص على التأكيد على أن المساندة الأمريكية والأطلسية ستكون فى شكل دعم لوجيستى، وعندما لاحقته بأسئلة حول التفاصيل وشكل التدخل الدولى المزمع قال: أعتقد أن الهيكل واضح بدرجة كافية فى هذه اللحظة، لكن ليس التفاصيل، فالأساس أن تكون هناك قوات حفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة تضم كل قوات الاتحاد الأفريقى الموجودة حاليا هناك، وبذلك تصبح العملية موسعة وتحت إشراف الأمم المتحدة كما يعنى من يقوم بماذا وأين، وهذا جزء من تفاصيل ستوضح لاحقا. وبعيدا عن تصريحات إيرلى فإننا نتوقف عند المفهوم الأمريكى العسكرى الجديد لمسألة بناء القواعد، حيث تخلت الولايات المتحدة فى مشروعها الأفريقى الجديد عن القواعد التقليدية واعتمدت على مفهوم جديد لبناء قواعد عبارة عن إقامة تجهيزات سريعة وبسيطة لاسيما حول المطارات القديمة، حيث يتم تمهيد مهابطها وتجهز بمحطة تنصت وتوجيه ومخازن وقود ومؤن وتترك للاستخدام ساعة الجد. يجرى هذا فيما تنشط الدبلوماسية المصرية بشكل ملحوظ، بينما وللأسف الشديد تبدو فرص السلام فى النجاة من مأزق التقسيم المتتالى ضئيلة، وتبدو دارفور والشرق وغيرها من أقاليم السودان بعد الجنوب مؤهلة للانفصال، بما فى ذلك مناطق فى قلب السودان مثل منطقة أبى التى يسكنها جنوبيون سودانيون، وتحول فيها الميزان الديموجرافى لصالحهم، والمنطقة الساحلية الشرقية بطول السودان معقل البجا. وإذا نظرنا إلى رقعة النزاعات السودانية بفعل التدخل الخارجى والغربى بالأساس سنجد التاريخ يكرر نفسه ونسخة ليست بعيدة عما حدث فى السابق فى فشورة حينما تصاعد صراع فرنسا وإنجلترا على أفريقيا مع الفارق أنه فى عصرنا الحالى أضحى اللاعب الرئيسى فيه الولايات المتحدة وفرنسا، بينما توارت إنجلترا خلف واشنطن مكتفية على ما يبدو بهامش ربح تلقيه إليها واشنطن. لكن الأهم من كل ذلك هو ضرورة أن ننتبه إلى أنه قد آن الأوان لأن نتجه جنوبا، وبكل القوة لحماية عمقنا الاستراتيجى ولنتذكر أن خطوط الدفاع عن مصر كانت تاريخيا خارج حدودها الشرقية والجنوبية، وغاصت حتى العمق الأفريقى لسنوات طويلة. وربما كان من المفيد فى عصرنا أن يتم دعم مساهمتنا نحو الجنوب بضخ استثمارات لن تضيع هباء، بل سيكون لها عائدها المالى الضخم، وكذلك الاستراتيجى، بما فى ذلك مد خطوط السكك الحديدية وتوصيل الكهرباء، ولنا تجارب سابقة فى نفس الاتجاه، ولدينا سلاح مهندسين كفء.. آن الأوان لتكريس مواقفنا إلى حيث عمقنا بأى شكل وبكل شكل ممكن، ربما تكون هذه هى الفرصة الأخيرة لإنقاذ جنوبنا حتى لا نصحو يوما فنجد سودانا مقسما تهب من ناحيته رياح التفتت والتقسيم وشرذمة الأمة إلى أعراق وملل ونحل، علينا التحرك بحسم وإلا سيطوق عمقنا وتصبح «مصر الجائزة».؟

Monday, February 27, 2006

Plagiarism: A Chronology


Definitions & History!

What is Plagiarism?

The Random House dictionary defines plagiarism as "the unauthorized use or close imitation of the language and thoughts of another author and the representation of them as one's own original work."


From "The Nuts and Bolts of College Writing":

Plagiarism can have catastrophic consequences for one's career as a student and even later on in life—and the higher one's ambition takes one, the higher the stakes. In 1987, for instance, Senator Joe Biden, who was seeking the Democratic presidential nomination, was accused of plagiarizing passages in speeches and interviews from the oratory of a British politician, Neil Kinnock. Here are some of the passages in question:





Kinnock (original)
Biden
Why am I the first Kinnock in a thousand generations to be able to get to university? Why is Glenys the first woman in her family in a thousand generations to be able to get to university?
I started thinking as I was coming over here, why is it that Joe Biden is the first in his family ever to go to a university? Why is it that my wife who is sitting out there in the audience is the first in her family to ever go to college?
Was it because our predecessors were thick? Does anybody really think that they didn't get what we had because they didn't have the talent or the strength or the endurance or the commitment? Of course not. It was because there was no platform upon which they could stand.
Is it because our fathers and mothers were not bright? . . . No, it's not because they weren't as smart. It's not because they didn't work as hard. It's because they didn't have a platform upon which to stand . . .

It turned out Biden had also borrowed passages from old campaign speeches by Robert Kennedy and had inflated his academic record.  His campaign collapsed and he withdrew from the race.


Hanan's Editorial

The editorial was published in Rose el-Youssef Newspaper on Monday Feb 20, 2006, page 6:



Elghad Party Press Release

Was published on their website on Wednesday Feb 22, 2006.


رسالة من د/أيمن نور إلى كونداليزا رايس
أرسل بواسطه: press center

وجه الدكتور/ أيمن نور رسالة طالب فيها كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية بمناسبة زيارتها الحالية للقاهرة بحث إمكانية استفادة مصر بالمشروع الذي طرحه الرئيس الأمريكي مؤخراً بشأن تزويد الدول النامية بمفاعلات نووية آمنة وغير مكلفة بمشاركة يابانية فرنسية وأشار نور في رسالته أن مصر بحاجة لستة مفاعلات سعة 2000ميجا وات على الأقل لتوليد نصف احتياجاتها من الكهرباء بديلاً عن التوليد باستخدام الغاز الطبيعي أو السولار والديزل.. مشيراً لخطورة الاستخدام غير الرشيد للغاز الطبيعي المصري في توليد الطاقة الكهربائية والتصدير غير المثمن أو المدروس أثر ذلك على المخزون المصري الإستراتيجي من الغاز والطاقة غير المتجددة, واصفاً ما يحدث أنه تفريط خطير ستدفع الأجيال القادمة ثمناً غالياً له – لافتاً انتباه الحكومة المصرية التي تستضيف الآن المؤتمر الدولي للغاز الطبيعي بالقاهرة- وأشار نور في رسالته أن المفاوض المصري الذي وافق على إحالة الملف الإيراني للأمم المتحدة كان ينبغي عليه, أن يبحث أولا مع الجانب الأمريكي إمكانية الاستفادة من المشروع الجديد للرئيس بوش بتزويد الدول النامية بمفاعلات نووية غير مكلفة للأغراض المدنية والسلمية قبل إعلان موافقة مصر على إحالة الملف الإيراني للأمم المتحدة!! خاصة أن مصر من أكثر الدول احتياجاً لتوفير مصادر بديلة ونظيفة ومنخفضة التكاليف مما يسهم بشكل حقيقي في دعم التنمية وخفض التكلفة الباهظة للطاقة مشيراً أن برنامج حزب الغد وبرنامجه للانتخابات الرئاسية الماضية أفاض في بيان مخاطر التعامل غير الرشيد مع مصادر الطاقة التقليدية خاصة في ظل غياب دور المجلس الأعلى للطاقة في مصر والذي لم يجتمع منذ 15عاماً(!!) وغياب الرؤية التخطيطية المستقبلية في هذا القطاع الحساس.
وأشار زعيم الغد في رسالته إلى هشام قاسم نائب رئيس حزب الغد للعلاقات الدولية والشئون الخارجية أنه من بين ملحقات اتفاقية كامب ديفيد اتفاقا ًبشأن تزويد الولايات المتحدة لمصر بمفاعلين نوويين سعة كل منهما 2000ميجاوات ولم يتم تفعيل هذا الاتفاق بعد وفاة الرئيس الراحل محمد أنور السادات!! وأن المصلحة القومية المصرية تقتضي إثارة هذا الموضوع الآن تحديداً وفي ظل الظروف الدولية الحالية مضيفاً أن فرنسا قامت بإحلال الطاقة النووية بنسبة 80% من الطاقة المستخدمة في توليد الكهرباء خلال الربع قرن الأخير وأكد نور في رسالته أن زيارة الدكتورة كونداليزا رايس في هذا التوقيت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة لحشد موقف دولي وإقليمي بشأن الملف الإيراني كان وما زال متاحاً الاستفادة منها في تحريك هذا المطلب العادل الذي يعود على مصر بإضعاف ما كان يمكن أن يعود عليها من اتفاقية التجارة الحرة – كما انه يسد ثغرات قد تهب منها رياح عاتية في مطلع الربيع القادم مع إعادة مناقشة وتقييم المعونة الأمريكية لمصر سواء من حيث القيمة أو توجيه الإنفاق منها في مجالات مختلفة عما كان الوضع عليه في السنوات الماضية, وأنهى زعيم الغد رسالته إنها تعبر عن توجهات برنامج الغد بشأن الطاقة أو التعامل مع المعونات الخارجية التي ينبغي أن تنصب فيما يمكن أن يؤهلنا للاستغناء عنها مستقبلاً من خلال استثمارها فيما يعود مباشرة على معدلات التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة وبالأثر الايجابي على المواطن المصري الكادح.. وإتاحة ميزات تنافسية حقيقية للصناعة المصرية من خلال خفض تكلفة الإنتاج.


Reuters Arabic Article

2006-02-22

أيمن نور يطالب رايس بمفاعلات نووية لاستخراج الطاقة في مصر

طالب رئيس حزب الغد المصري المعارض أيمن نور من سجنه أمس وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بأن تبحث إمكانية استفادة بلاده من عرض أمريكي لمساعدة الدول النامية على توليد طاقة نووية، وذلك في رسالة إليها لم تتطرق إلى موضوع سجنه، ولم يبد فيها شكوى من متاعب تواجه حزب الغد الذي يتزعمه.

وقال نور في الرسالة التي أصدر حزب الغد بيانا بمحتواها نشر في صحيفة الغد الناطقة باسم حزبه إن مصر تحتاج إلى ستة مفاعلات نووية طاقة 2000 ميجاوات على الأقل، لتوليد نصف احتياجاتها من الكهرباء كبديل لتوليد الكهرباء باستخدام الغاز الطبيعي الذي يستخدم حاليا في إنتاج الكثير من الطاقة الكهربية في مصر.

كما قال نور إنه كان يجب على الحكومة المصرية أن تطلب من الولايات المتحدة تزويدها بتلك المفاعلات، قبل أن تؤيد واشنطن هذا الشهر في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مجال إحالة ملف إيران النووي إلى الأمم المتحدة.

(رويترز)


Reuters English Article


Egyptian opposition leader seeks nuclear reactors
(Reuters)
22 February 2006

CAIRO - Imprisoned Egyptian opposition leader Ayman Nour asked US Secretary of State Condoleezza Rice on Wednesday to look into whether Egypt can benefit from a US offer to help developing countries develop nuclear energy.

Nour, President Hosni Mubarak’s main rival in presidential elections last year, is serving a five-year sentence for forgery but says the charges were fabricated to keep him out of politics.

One of his deputies in the liberal Ghad (Tomorrow) Party, Hesham Kassem, is seeing Rice on Wednesday when she meets a group of prominent Egyptian liberals and intellectuals.

At a news conference with Foreign Minister Ahmed Aboul Gheit on Tuesday, Rice described Nour’s imprisonment as a setback and a disappointment. Aboul Gheit said Nour’s case had gone through due legal process.

But in his letter to Rice, released on Wednesday in the form of a statement by the Ghad Party, Nour surprisingly did not mention his own case or complain at the government’s treatment of his party.

Instead, he said Egypt needed six 2,000 megawatt nuclear reactors to produce half its electricity needs and replace natural gas, which now produces much of Egypt’s electricity.

President George W. Bush offered last week to provide developing countries with small-scale reactors that are secure and cost-effective, provided they forego activities, which could lead to nuclear weapons.

Nour faulted the Egyptian government for failing to ask about Bush’s offer before it supported the United States against Iran at the International Atomic Energy Agency this month.

Analysts said Nour raised the nuclear issue to underline his concern with issues other than his treatment by the government.


Rosa Response

Was published in Rose el-Youssef Newspaper on Sunday Feb 26, 2006, page 1: